

هل تستطيع البحث عن شيء لا تعلم أنه موجود؟
وهل تستطيع العثور على شيء .. دون أن تبحث عنه؟
بينما يكون الصدق أفضل استراتيجية في التعامل مع الآخرين .. ما زالت الحقائق أكبر من الاعتراف بها في العلاقات الإنسانية ..
نعم .. بعض الحقائق يصعب الاعتراف بها ..
وأصعبها .. أن تكون بعلم بالحقيقة وتخفيها عن نفسك ..
وأسوأها أن تعلم حقيقتك الشخصية وتحاول تنكرها أو تخفيها عن نفسك قبل الآخرين ..
وهنا تصبح محملاً بعبء كتم الحقيقة في شكل سر ..
وعبء تحمل أو إخفاء سر .. في المقابل يجعلنا نعاني من تبعات عدم مصداقيتنا التي تكون أحياناً أكبر وأكثر إشكالاً من البوح بالسر نفسه .. أو التحدث عن الحقيقة ..
فالعبء يصبح ثقيل جداً .. على الإنسان الصادق مع نفسه ..
وعندما يبدأ في إنكار الحقيقة على نفسه يصبح في مواجهه مع الذات ..
وقد يكون السر نفسه حقيقة عنك أنت نفسك لا تعلمها ..
وبالتالي هي غير موجودة .. فكيف تبحث عنها .. وأنت لا تعلم بحقيقة وجودها لديك ..
ولكن أيضا بمحض الصدفة .. وكنتيجة لموقف ما .. تعثر على أمر في شخصيتك .. لم تكن تعرفه ولم تبحث عنه أصلاً .. وهو حقيقة ..
في المواقف التي نخاف فيها من تأثير الحقيقة على علاقتنا مع الآخرين سلباً أو إيجاباً .. لأنها قد تكون حقيقة مؤذية للطرف المقابل في العلاقات .. أو مدمرة لموقف ما .. أو مخربة لأمر ما ..
قد يحبذ كتمان الحقيقة .. بغرص المصلحة العامة .. وليست الشخصية ..
وقد يكون العكس .. يفضل كتم السر للمصلحة الشخصية ..
وفي هذه الحالات اختيار البوح بالحقيقة من الأفضل أن يكون مع من تثق به تماماً .. أو تصمت للأبد .. أو تهرب من المواجهه ..
وهناك فرق بين عدم إفشاء الحقيقة .. والهروب من المواجهه ..
الأول معلومة يجوز لم نكن نبحث عنها .. وندري عنها ..
والثاني معلومة حقيقية نعلمها والموقف يتطلب إفشاءها أو عدمه .. وإفشاءها يسبب مخاطر أو ضرر ..
جميعنا .. نحمل في ثنايا نفوسنا أسرار وحقائق ..
منها ما نعرفه جيداً ..
ومنها ما لا نعلم بوجوده أصلا فيها ..
والحياة مسيرة ومواقف ..
وهناك حقائق نتكلم عنها بصراحة وباختيارنا ..
وأخرى نفضل كتمانها عن الغيرلظروف واقعها ..
ولكن أصعب نوع من الحقائق ..
هو ماهو موجود بدواخلنا ولا نريد الاعتراف به لأنفسنا قبل الغير ..
لأننا قد لا نعرفه ولكنه موجود ..
فهل هذا يجعلنا صادقين مع أنفسنا .. أم ماذا؟
هلوسة من هلوساتي
بنت سيف
15/5/2009