Saturday, August 13, 2011

المخاطرة والمجازفة ..





أحيانا .. تذهب بنا الحياة .. وتأتي وبها الكثير من المخاطر والمجازفات
فالمخاطرة .. تعني أن هناك خطر ما من أمر محدد
وبالرغم من ذلك يأخذها –أي المخاطرة- الإنسان
وهناك المجازفة .. وهي عندما يكون هناك سلبيات وإيجابيات في الأمر
ويقوم الفرد بتقييم الموقف ليقرر ما إذا يتخذه أم لا
وربما هناك تشابه أو تداخل في المعنى بين كلمتي مخاطرة ومجازفة
ولكن الأكثر سلبية وربما أكبر ضرر هي المخاطرة وأما المجازفة فاحتمالات الصواب وتحقيق الأهداف تكون أكبر نسبة فيها من المخاطرة
وكل ذلك .. تحليل شخصي
هناك أمور في الحياة ربما تستحق المخاطرة
وأخرى لا تستحق .. ولذلك تكون المخاطرة بها ضرب من الغباء
وهناك أمور تستحق المجازفة .. لأن نسبة النتائج المرجوة كبيرة جداً
بالرغم من وجود نسبة لا يستهان بها من الفشل
في أمور كثيرة لم استطيع التمييز فيها بين المخاطرة والمجازفة

ولم استطع تقدير الفرق بينهما
فهل عندما نضحك كثيرا أمام الآخرين .. لنبدو وكأننا أغبياء

هي مخاطرة أم مجازفة .. من فقد احترام الآخرين
هل التعبير عن المشاعر .. لتظهر حقيقة نفسك .. مخاطرة أم مجازفة هل التعبير عن الآراء والأفكار والأحلام ..

مع العلم أن هناك من يترصد لسرقتها .. مخاطرة أم مجازفة
عندما تضع الأمل أمامك .. فهل أن تجازف أم تخاطر ضد اليأس
عندما تضع اعتبار للحرية الشخصية كأولوية لديك ..

فهل أنت تخاطر باختراق حريات الآخرين .. أم هذه مجازفة أحيانا التعبير عن الرأي بكل صدق
يجعلك عرضة لجرح مشاعر الآخرين .. فهل هذه مجازفة .. أم أمر خطير
عندما لا يعترف البعض بالحقيقة .. فهذه مخاطرة أم مجازفة .. عند صدمة مواجهتها
وعندما يقوم البعض بظلم الآخرين في آرائهم المتجنية
أليس هناك مخاطرة أن يأخذهم رب العباد بظلمهم .. أم هذه مجازفة محسوبة خطأ

المخاطرة .. تجعل الشخص متهورا بعض الشيء
لأنه يعرف أن ما يقوم به أمر خطير له سلبياته عليه وعلى من هم حوله
والمجازفة .. هي تقدير الشخص لأمر ما
لوجود نسبة لا بأس بها من اليقين الذاتي للوصول إلى الهدف

تحياتي

نور العيسى
13/8/2011

Wednesday, August 10, 2011

أبعاد الحزن .. الغول والعنقاء والخل الوفي







أبعاد الحزن



هل للحزن أبعاد ..

لم أكن اعرف ذلك ..

ولكنني اكتشفت ذلك مؤخرا ..



قد يحزن أي شخص منا .. والأسباب مختلفة .. ولكنها تنحصر في عدة أمور منها ..

افتقاد وجود الآخرين .. بسبب الوفاة أو الانقطاع في التعامل ..

كذلك .. النظر إلى مآسي الاخرين .. والعجز عن على مساعدتهم .. مثل أطفال الصومال ..

كوني عربية أحزنني ومازال يحزنني ..




ما يجري في ليبيا وسوريا .. من وحشية الأنظمة المستبدة التي تقتل الصغار قبل الكبار من شعوبها ..

ويطرق الحزن النفوس بدون انقطاع .. بسبب فقدان من يعز عليها .. وافتقادهم ..

فهناك من نفقده بسبب عدم تواجده في الحياة .. ونعاني من هذا الافتقاد .. بسبب الموت ..

وهناك من نفقده وهو حي بيننا .. ونعاني أيضا من هذا الافتقاد .. بسبب الحياة ..







** ** **




قديما قالت العرب .. أن المستحيلات الثلاث .. هي الغول والعنقاء والخل الوفي ..

وبحثت في معجم لسان العرب عن معنى كلمة غول .. ووجدت لها عدة معاني ..

فـغول .. تعني الموت أو الهلاك .. أي المنية .. ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة اغتيال بمعنى القتل ..

وتعريفها الصحيح هو ::


أن يخدع الإنسان حتى يصير إلى مكان قد استخفى له فيه من يقتله


وفي تعريف آخر هو كل ما أهلك الإنسان وقتله ..

ولكن الغول المقصود في مقولة العرب .. وهي مستحيلة .. لها المعنى التالي ::


هي من جنس الشياطين والجن .. كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس


فتتغول أي تتلون في صور شتى وتغولهم اي تضلهم عن الطريق حتى يهلكوا




أما العنقاء .. فهي كما في لسان العرب


أن العنقاء طائر لم يره أحد ..


ويصفه البعض على أنه طائر طويل العنق تنقض على الطير انقضاضا فتأكلها ..


ويقال أنها أي العنقاء .. جاعت .. فانقضت على صبي فذهبت به .. ناحية الغرب ..


فسميت عنقاء مغربة.. ذلك لأنها تغرب بكل ما تأخذه ..


ثم جاعت مرة أخرى .. فانقضت على جارية وطارت بها غربا ..


فضربتها العرب مثلا في أشعارها ..


العنقاء طائر لم يبق في أيدي الناس من صفتها غير اسمها




أما الخل الوفي .. فهو الصديق الصدوق ..


من هو معك في ضيقك قبل فرحك .. في فقرك قبل غناك ..


في كل الأوقات ..


وهو أمر قالت العرب عنه مستحيل .. أي لا يمكن أن يكون ..





** ** **


أبعاد الحزن .. تأتي عندما نفهم الأمور على حقيقتها ..

فلم يعد الغول مستحيلا .. ولا العنقاء ..

فالغيلان تنهش سوريا وليبيا .. وأصبحت الأنظمة الفاسدة ممثل جيد للغول .. الذي يقتل ويهلك ويبيد ..

دون أن نفهم لماذا .. أو يكون هناك مبرر ..

والعنقاء .. موجودة بيننا .. وهي الأنظمة الاقتصادية التي أكلت الأخضر واليابس ..

ممثلة في البنوك والبورصات .. وما تجلبه على الأفراد من ديون ومآزق مالية ..

لا يعاني منها الأفراد فقط .. بل دول برمتها ..

والغول والعنقاء يتسببان في كثير من الأحزان والآلام النفسية .. ولم يعودا من المستحيلات ..

وحزنهما لا يضاهي حزن فقدان الخل الذي ننعته بالوفي ..

فقدان الخل الوفي بسبب الموت فهو أمر الله .. ولا مفر منه ..

ولكن فقدان من نعتبره الخل الوفي .. بسبب الحياة .. هو أكبر نوع من الحزن ..

يستحيل بعدها أن نصدق به صفة الوفاء ..



سأستبدل مستحيلات العرب قديما ....

فالغول والعنقاء وغياب الخل الوفي .. بمحزنات العرب حديثا ..



بنت سيف

11/8/2011