Wednesday, October 24, 2012

رحلة القدر .. الجزء الرابع ..




 

ملاحظة هامة::
يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك
 

من عجائب الإنسان .. أنه يتكلم عن الصبر .. اكتشفت أن الصبر .. خصلة تحتاج إلى كفاءة عالية في الاستخدام .. الصبر أنواع .. الصبر على البلاء .. وعدم الجزع .. ولكن في حالتي لست جزعى .. ولكن هو حب المعرفة بالنتيجة بأسرع وقت .. فأنا متقبله أي نتيجة مقدرة لي .. ولكنني أريد أن اعرفها بأسرع ما يمكن ..

الجمعة 27 –الأحد 30/9/2012

حاولت أن أتعامل مع الوضع الجديد .. بهدوء .. هناك عدة استعدادات علي القيام بها .. حتى موعدي مع الطبيبة في الدوحة .. بعض الأسئلة وضعتها في ذهني لو جاء الرد بما لا أحب و لا اشتهي ..

وبما أننا قررنا في الأسرة .. جميع إخوتي .. أن اسافر للخارج للعلاج حتى في حالة ما إذا جاءت النتيجة جيدة .. فالنتيجة هي واحدة من اثنين .. إما ورم حميد .. أو ورم غير حميد ..
كان علي الاستعداد .. بالحجوزات للسفر والفندق .. في واشنطن .. وتقرر يوم السفر السبت 6 أكتوبر .. لأن موعدي مع د.طبارة يوم الاثنين 8 أكتوبر .. كذلك علي مراجعة حساباتي المادية .. لتغطية مصاريف السفر والعلاج .. والحمدلله هي في إطار الممكن .. في هذه المرحلة المبدئية ..
 
مرت الثلاث أيام .. فيها كثير من الأفكار .. وتأهيل النفس للأسوأ .. والتمسك بقضاء الله وقدره .. كل من عرف ودرى بالموضوع .. وقف معي  يدعو لي ويدعمني ويصبرني .. وظللت أردد في نفسي الكثير من الدعاء .. "اللهم لا أسألك رد القضاء .. ولكنك أسألك اللطف فيه" .. بدأت استعد ذهنيا .. لما قد أكون مقبلة عليه .. دخلت الانترنت عدة مرات .. لأفهم بعض الأمور عن الاحتمال الأسوأ .. كلها أمور غير سارة ..
أكثر ما يضايقني في الموضوع .. هو أن الأسرة مرت بنفس الموقف مع أفراد منها رحلوا عن الحياة بسبب المرض المخيف بأورام غير حميدة .. وحقيقة لست خائفة الآن من المرض .. بقدر ما أنا خائفة من مسلسل العلاج وتبعاته على نفسي وعلى أسرتي .. ومع هذا أنا مؤمنة بأنه لو كان مقدر لي أن أمرض به .. فلا راد لقضاء الله وقدره ..
ومع قناعتي أن ما يحدث لي هو اختبار لي ولصبري وإيماني .. مازلت أحس بمسؤولية وضع عبء نفسي مقيت على إخوتي  وأحبتي وأصدقائي .. نعم أسعدني اهتمامهم كلهم بدون استثناء .. ولكن أحزنني ما أثقلتهم به من هم .. مرت هذه الأيام الثلاثة .. وأمور السفر جاهزة .. كما حددناها .. والقلق مستمر ..

الاثنين 1/10/2012

استيقظت صباح هذا اليوم .. وخرجت لقضاء بعض الأمور التي احتاجها للسفر ..محاولة أن أبعد تفكيري عن نتيجة العينة .. التي لم تتصل بشأنها شيريل حتى ذلك الوقت .. وقد أعددت في رأسي عدة أسئلة للطبيبة في موعد الغد .. مع وضع الاحتمال الأسوأ للنتيجة ..
فلو ظهر أن الورم غير حميد .. كيف يتم العلاج؟
وماهي نسبة انتشاره في الغدد الليمفاوية؟
ما هي فرصة انتشاره في أماكن أخرى في الجسم؟
وأريد رأي استشاري آخر .. متخصص في الأورام السرطانية .. في كل الأحوال .. فلا يعقل أن اعتمد على رأي طبيب واحد في هذا الأمر .. لذلك أريد تقرير بحالتي من الطبيبة وشرائح المعمل للعينة .. وسي دي تصوير الرنين .. سأأخذهم لطبيب استشاري في الخارج .. هكذا فكرت ..
رن هاتفي الجوال .. رقم من مؤسسة حمد الطبية .. قفز قلبي .. ربما هي النتيجة

فإذا بسيدة تقول : أنتي نور ..
قلت : نعم ..
قالت : لديك موعد مع الطبيبة في الغد في الساعة 5:50 دقيقة مساءً .. هل ستأتين إلى الموعد .. ؟
فقلت : بالطبع .. !!
فقالت : تعالي قبل الموعد بنصف ساعة على الأقل .. مركز 8 ..
فقلت : إن شاء الله ..
بعد قليل جاءتني رسالة نصية على الجوال بموعدي في العيادة الخارجية في المساء .. حقيقة انبهرت .. وقلت في نفسي .. هذا نظام احترافي ذو كفاءة عالية .. وهو شيء جيد جداً .. ومبشر بالخير ..
في المساء .. الكل قلق ولا نتيجة في الأفق .. والكل يتظاهر بعدم القلق .. أنا منهم طبعاً .. وحتى نعرف أن كل شيء في الحياة مقدر ومكتوب ..
في نفس هذا المساء جاء اتصال من صديق للأسرة .. فعرف بالمشكلة الصحية التي أمر بها .. فقال أنني استحق العلاج في الخارج على نفقة الدولة وخاصة في إصابات مثل هذا المرض المخيف .. فلماذا لا اتقدم بطلب للعلاج على نفقة الدولة .. استعدادا وتأهبا ما لو جاءت النتيجة غير طيبة .. وبالفعل أخذ البيانات اللازمة  مشكورا .. والتقرير الأولي من أشعة الماموجرام والمسح التلفزيوني ..
رأي هذا الشخص الصديق ظهر في الوقت المناسب وكأنما هو دعم شديد لفكرة العلاج في الخارج .. فإصراره العجيب على السفر وعدم التأخر في بدء العلاج في الخارج في أي حال من الأحوال كان عاملا شديد التأثير على نفسي .. أحسست وكأنما أرسله الله لي ليساعدني على اتخاذ قرار العلاج في الخارج  ..
فبالتأكيد حصولي على علاج على نفقة الدولة في الخارج .. هو أمر يسهل لي الكثير من المعاملات في علاجي واشنطن أو أي مكان آخر .. لذا قررت الذهاب مع فكرته وطلب العلاج على نفقة الدولة .. فمن المعروف عن دولة قطر أنها لا تتواني عن علاجها مواطنيها سواء في الداخل والخارج ..
وفي حالتي لم تقصر الدولة طلبت العلاج في الخارج .. والحمدلله كانت الاستجابة سريعة وبالموافقة .. وبالتكفل التام لمصاريف العلاج .. ولها كل التقدير والشكر ..

الثلاثاء 2/10/2012
اليوم هو موعدي مع الطبيبة  في الساعة الخامسة وخمسين دقيقة بالتمام .. سنذهب للموعد أنا وجهينة كبرى أخواتي .. وإن شاء الله يكون خير ..
في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا .. رن هاتفي ..
وإذا بشخص يسألني : السيدة نور سلطان ..
فقلت : نعم ..
قال : أنا من المكتب الطبي للعلاج في الخارج .. لقد تقرر علاجك على نفقة الدولة في الخارج ..  هل لديك موعد في مكان العلاج  ..؟
 فقلت له : نعم ..
وأعطيته بيانات الموعد والطبيب والمكان .. فطلب مني بعض المعلومات والأوراق اللازمة لإتمام الإجراءات .. ووعدته بإرسالها له بأسرع وقت ثم شكرته .. وانتهت المكالمة ..
مازلت أأمل أن تظهر النتيجة .. مريحة .. وغير مخيفة .. ولكن بداخلي شيء يعرف .. أن النتيجة ستكون ليست كما أحب .. القلق أتعبني .. هاتفي لم يتوقف عن الرنين .. الكل يسأل "طلعت النتيجة؟" والجواب "للحين" ..
نهضنا للغداء في الساعة الثانية .. أخذت جوالي معي لغرفة الطعام .. أرز أبيض سكبت في صحني وصلصة خضار ..  مسكت بالشوكة .. وإذا بهاتفي يرن ..
إنها شيريل : مرحبا نور .. سنقوم بأخذ مواعيد للمسح  المقطعي الكلي للجسم .. ومسح العظام ..

فقاطعتها : هل ظهرت النتيجة؟ 
فقالت : نعم .. للأسف إنها إيجابية .. أي أن هناك ورم غير حميد ..
فقلت بغصة لها : شكرا .. خذي المواعيد اللازمة ..
فردت : الطبيبة ستشرح لك حالتك في المساء ..
طبعا .. بدا علي الانفعال .. أخبرت أخواتي على الطاولة ..
فقلن لي : لا تخافي لكل شيء علاج والطب تقدم ..
تظاهرنا كلنا بأننا الموضوع عادي .. حاولنا مواصلة الطعام .. ولكن لم نستطع .. فانفضينا من على الطاولة .. كلٌ إلى غرفته ..
الحمدلله على كل حال قلت في نفسي .. المهم الآن أن أعرف ما إذا هناك مكان آخر في الجسم سرى إليه المرض .. ولكنني أيضا .. قررت بعدم القيام بنفس الفحوصات أكثر من مرة .. موعدي الاثنين القادم في واشنطن .. سأترك الفحوصات للدكتور هناك .. لن أقوم بأي شيء آخر هنا .. ليس عدم ثقة .. ولكن لضيق الوقت .. فاليوم الثلاثاء والسفر السبت .. متى سأحصل على المواعيد .. ومتى ستظهر نتائجها .. الوقت لا يكفي هنا لفحوصات ستعاد في كل الأحوال ..
المشكلة الثانية كيف سنخبر بقية إخوتي .. بالنتيجة .. لا أريد أن أؤلمهم .. وفي نفس الوقت .. وجدتني أقول في نفسي .. بإذن الله سأقف في وجه هذا المرض .. وسآخذ العلاج اللازم مهما كانت قوته .. وإن شاء الله سيكرمني ربي وأشفى منه .. ألم تتيسر الأمور .. ألم احصل على موعد سريع مع أخصائي في هذا المجال .. ماذا جرى لك يانور .. توكلي على الله وفوضي أمرك له .. هذا ابتلاء واختبار .. عليك النجاح فيه ..أول شيء جال في خاطري .. أن والدتي -رحمها الله- لم تعرف بمرضي .. وحمدت الله كثيرا على ذلك ..
أخواتي اسمعهن خارج غرفتي مجتمعات .. واعلم أن الحديث يخصني .. ولكن لم يكن لي رغبة في المشاركة معهن ..  في حوالي الخامسة وكم دقيقة خرجت من غرفتي ..متأهبة لموعد الطبيبة وكانت جهينة مستعدة أيضا ..فخرجنا باتجاه العيادات الخارجية بمؤسسة حمد ..
ذهبنا مباشرة إلى مركز 8 .. وكان وصولنا تقريبا الساعة 5:30 مساء .. قبل الموعد بعشرين دقيقة .. فأخذت الموظفة بياناتي وقالت انتظري في الاستراحة.. ومر الوقت ولم يستدعيني أحد .. أريد أن اصلي المغرب وليس هناك غرفة للصلاة .. ووجدت سيدة من بعيد تصلي على سجادة بين الكراسي انتظرتها حتى انتهت من صلاتها وأردت أن اصلي فقامت جهينة لتسأل عن دوري .. المهم صليت .. وعندما انتهيت وجدت جهينة تقول لي: ملفج ما جه للحين ..
صراحة .. صراحة .. (انبطت جبدي) .. أحسست بغيظ غير طبيعي .. مخلوط بذهول .. ألم تتصل بي الموظفة بالأمس لتسألني سأحضر للموعد أم لا؟ بالأمس كنت معجبة بدقة الاجراءات .. واليوم لا ملف موجود .. وثم وهو السؤال الأهم .. لماذا الملف الآن .. أليست بياناتي وحالتي كلها موجودة للطبيبة أمامها في الكومبيوتر .. وقصتي كاملة لديها .. وبعد كلام كثير .. وقفت على باب غرفة الطبيبة .. ودخلت الساعة 6:20 .. 
جلسنا أمام الطبيبة أنا وجهينة ..
فقالت : نور .. النتائج الأولية للعينة .. بينت أن الأورام  غير حميدة .. ولقد ناقشت حالتك اليوم في اجتماع للاستشاريين اليوم .. واقترحنا أن تكون الطريقة للعلاج .. من ثلاثة أجزاء .. العلاج الكيماوي .. 6 جرعات ثم الجراحة .. ثم الإشعاع .. وعلينا أيضا أن نقوم بالمسح المقطعي .. ومسح العظام .. للتأكد من خلو باقي الجسم من المرض .. والفكرة من العلاج الكيماوي أولا هي لحصر الورم وقتله وعدم السماح له بالسريان إلى مناطق أخرى من الجسم ..
لم يبدو علينا أي شيء أنا وجهينة .. لأننا نعرف مسبقا النتيجة .. ولكن أردت أن استفسر منها .. فطرحت أسلئتي التي كنت قد جهزتها في ذهني لها حول المرض .. وكانت إجاباتها غير كافية لي .. لأنها لا تريد أن تعطي رأي قبل اتمام كل الفحوصات ..
 وسألتها جهينة : لماذا لا يتم مسح الجسم عن طريق البت سكان PET SCAN فالجهاز موجود في الدوحة بدلا من المسح المقطعي ومسح العظام ..
فقالت : نفضل أن نقوم بالمسح بالطريقة التقليدية ؟؟
للعلم جهاز البت سكان يقوم بالمسح المقطعي ومسح العظام سوياً لمرضى الأورام الخبيثة ..
فقلت لها : شاكرة لك جميع ما بذليته من جهد في استقبالي كمريضة وبسرعة .. لكن كونك طبيبة جراحة واستشارية لا يكفيني .. وخاصة أن العلاج الذي تقترحينه هو من تخصص طبيب الأورام .. لذلك لقد اتخذت قراري مسبقا .. وقبل زيارتك أن أسافر لأخذ رأي ثاني في الخارج .. وأطلب منك أن تعذريني لهذا القرار ..
فقالت : بالعكس اتفهم ذلك جيدا .. وهو من حقك بالتأكيد .. ولو أنني متأكدة أننا نستطيع معالجتك هنا ..
فقلت : لذلك قررت أن لا أقوم بمزيد من الفحوصات هنا .. وسوف اسافر السبت القادم .. فلقد رتبت أموري للعلاج في الخارج .. ولكنني احتاج منك تقرير بحالتي واحتاج إلى شرائح العينة واحتاج لسي دي تصوير الماموجرام والمسح التلفزيوني الصوتي ..
فقالت : بالتأكيد .. سيكون التقرير جاهز يوم الخميس .. واقترح عليك أي مكان تذهبين إليه إبدائي العلاج .. لا تعودي .. اتخذي القرار بالبدء في العلاج بأسرع وقت ..
خرجنا من العيادة .. وفي البيت .. كان جميع إخوتي ينتظرون .. فسردنا لهم ما حدث ومقترح العلاج ..
كنت حقيقة تصورت .. سيكون العلاج بالجراحة أولا .. ومن ثم العلاج الكيماوي والإشعاع ..
للحظة .. فكرت في عدم السفر .. وقلت لهم .. أنتم جميعكم حولي هنا .. فلماذا لا أأخذ العلاج الكيماوي هنا .. وأقوم بالجراحة في الخارج .. ردودهم كانت تفضل السفر للعلاج بأكمله للخارج ..
هنا .. قالت جهينة : دعيني أستشير طبيب له باع طويل في هذا المرض ..
وبالفعل كلمته فقال لها يريد أن يتحدث معي ..
فقال لي : في حالتك أفضل أن تسافري للخارج للعلاج .. وأن تأخذي العلاج كله في مكان واحد ..
فقلت له : اقترح علي أين اذهب ..
فقال : أفضل مراكز العلاج هي في أمريكا .. ام دي اندرسون وجون هوبكنز وسلون كاترينغ ..
فقلت له: لا أريدها جميعا .. وأفضل جورج واشنطن بواشنطن دي سي ..
فقال : هو مكان متميز أيضا في علاج هذا المرض .. فتوكلي على الله .. وحاولي البدء بالعلاج على الفور .. أي العلاج الكيماوي ..
فشكرته ..
هكذا حسم الموضوع لا داعي لمضيعة الوقت ..العلاج في الخارج .. قرار ارتاحت له الأسرة وأصدقائي ..
 
***
 
انتهي الجزء الرابع .. من رحلة القدر ..
سأحاول كتابة الجزء الخامس .. واشمل فيه ما يحدث لي هنا في واشنطن في مسيرة العلاج .. اطلب منكم الصبر .. فحالتي أحيانا تسمح لي بالكتابة .. وأحيانا أخرى أكون فيها تعبة .. لكنني أعدكم .. بوضع كل جزء فور انتهائي منه ..
تحياتي وصادق تقديري لصبركم ومتابعتكم ..
نور العيسى
24/10/2012

Sunday, October 21, 2012

على جانب .. رحلة مع القدر ..

 
 
على جانب .. رحلة مع القدر ..
 متابعيني الأعزاء .. اشكركم على دعمكم الدائم لي .. واعتذر للتأخير في تنزيل هذا الأجزاء التالية .. وأسباب ذلك مختلفة .. منها صعوبة الطباعة بسبب آلام في ساعدي جراء الفحوصات .. ومنها ما وصلني من رسائل خاصة على الإيميل وتويتر .. أحسست بأنني أزعجت الكثير بمرضي .. وبالرغم من امتناني لدعائهم المتواصل بالشفاء لي .. إلا أن البعض لا يود أن اذكره بخبرات مر لهم فيها أحباب وأقارب .. وحقيقة حتى عصر اليوم كنت افكر .. هل استمر في السرد .. أم اتوقف هنا .. وأخيراً اتخذت قرار المواصلة .. بقدر المستطاع .. وحسب إمكانياتي ..
الكثير من طالباتي .. اتصلن عبر الإيميل والرسائل الخاصة بتويتر .. في دعم وتشجيع كبير لي .. ووضعن دعواتهن لي بالشفاء .. والكثير ممن لا أعرفهم .. تواصلوا معي عبر رسائل تويتر الخاصة .. لم يتوانوا عن الدعاء لي .. جاءتني رسالة خاصة من أخت من مصر .. تقول :: كنت مسافرة في الطائرة إلى الإمارات ووجدت نفسي أدعو الله أن يشفيك وأنا في الجو وهي تقول أنها تذكرتني لأن الله يريدها أن تدعو لي بالشفاء .. فشكري وتقديري وامتناني لك أختي الفاضلة .. جزاك الله خير ..
ومن أجمل ما وصلني على الإيميل.. رسالة من طالبة لي .. كتبتها بعفوية وجمال دعمني نفسيا بشكل قوي .. ولتسمح لي طالبتي العزيزة أن أضع رسالتها لي هنا .. لأن دور هذه الرسالة تحديداً .. أعطاني دفعة قوية في الرغبة في الشفاء والمواصلة في السرد ..
تقول طالبتي ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شلونج دكتوره؟! ان شالله طيبة يارب ..
 انا (اسم الطالبة) .. طالبة من طالباتج .. يمكن ما أكون من افضل الطالبات اللي درستيهم او من افضل الطالبات عموما بس انا كنت محظوظة انه درستني دكتوره من افضل الدكاترة اللي طول عمري راح افتخر ان تتلمذت على يدها .. وعلى فكرة دكتوره أعلى تقدير في مادة لينغوسكتكس خذتها عندج
دكتوره .. ما تتخيلين شكثر صعقني خبر مرضج .. يشهد الله أني من حزة ماعرفت وأنا احس بغصة، أنفس عنها بدعوات لج من كل قلبي بالشفاء ..
دكتورة، انتِ طول فترة ما كنت اشوفج في الجامعه كنت أشوف فيج امرأة قوية .. صبورة .. جادة في أحيان، و أحيان تصيرين مثل الطفلة .. ترفهين عنا بالكلاس بقصة طريفة و تفرحين من كل قلبج لما تشوفين شكثر كنا نفرح و نضحك على سوالفج اللي ما تنمل ..
انا متأكدة ان هذا الكلام مش اول مره تسمعينه .. بس متأكدة انج محتاجة ان نذكرج بهالشي من فترة لفترة عشان تردين تعرفين انتي منو .. والمرض اللي الله قاعد يمتحن شدة صبرج وايمانج فيه راح تهزمينه .. صح دكتورة؟! راح تكونين أقوى منه .. راح تكونين جادة في حزات و حزات راح ترجعين الطفلة اللي ما تبي الا تكون سعيدة و تسعد اللي حواليها ..
يمكن قاعده أخذ الموضوع بحساسية شوي .. بس انا دكتورة فقدت أبوي بسبة المرض الخبيث .. أبوي ما كانت عنده العزيمة القوية اللي تهزم المرض لان كل مره كان يشوفني و يشوف باقي إخواني فيها كان ينكسر ...
لهالسبب اقولج دكتوره انتي قوية .. انتي أقوى من ان مرض يهزمج .. اي لحظة تحسين ان انتي بروحج بهالموقف اعرفي انج غلطانه .. اعرفي ان احنا وياج .. اهلج .. اصدقائج .. طالباتج .. كلنا مخصصين جزء من صلاتنا ندعي لج فيها من كل قلبنا ..
مثل ما وصلني هالخبر اللي مايسر .. عندي أمل كبير بالله سبحانه ان راح يوصلني خبر بشفائج منه بقوة إيمانج و عزيمتج و اصرارج ..
احبج وايد دكتوره .. قلبي و دعواتي معاج
وعلى فكره .. متابعه مدونتج .. و سردج أكثر من رائع .. استمري دكتوره لين توصلين لليوم اللي بأذن الله تكتبين لنا عن شفائج بحيل الله ..
 
شكرا طالبتي العزيزة .. جزاك الله خير .. على كلماتك المشجعة .. ودعمك .. اعترف أنني اكتسبت شحنة قوية من الدعم النفسي .. واعترف .. أن دموعي تناثرت بعدما قرأت رسلتك الجميلة .. على فكرة طالبتي هذه لا تعرف عنوان ايميلي .. ولكنها بحثت عنه حتى توصلت إليه عن طريق إحدى إخواتي ..
أشكركم من أعماق قلبي .. اكتشفت كم أنا محظوظة لأنال مثل هذا الحب والتقدير .. والحمدلله .. فهذا من نعمه علي .. اشكركم جميعا لدعمكم ودعائكم لي ..
 
تحياتي للجميع
نور
21/10/2012


Wednesday, October 17, 2012

رحلة مع القدر .. الجزء الثالث

 
 ملاحظة هامة::




يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك



الثلاثاء 25- الأربعاء 26/9/2012
لاجديد تكلمت شيريل لتخبرني بموعد أخذ العينة .. سيكون الخميس الساعة العاشرة صباحاً .. والغريب لم يعد يهم ما هي نتيجة الرنين .. انتظر وافكر في العينة .. كيف سيأخذونها .. وخوفي وتفكيري مسلط على الإبرة التي ستستخدم في الخزعة .. هي فقط ما يخيفني الآن .. وهل ستنشط المكان الذي ستأخذ منه العينة .. فينتشر المرض في الجسم .. أفكار قاتمة وسوداوية .. كلمت بعض الصديقات وأخبرتهن بما حدث .. فواسينني متأثرات جداً بما يحدث لي .. ومتابعات لما يحدث ..
التفكير يخرق مخي .. ماذا جرى .. ألم اتوكل على الله فلماذا هذا الخوف .. قررت أن أضع حد لهذا التفكير .. إذن انتهينا .. وتذكرت الآية الكريمة :: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ( سورة البقرة 156)
تعوذت من الشيطان الرجيم .. وقررت أن استعد للاحتمال الأسوأ .. مابين التفكير مع النفس والأهل والأصدقاء مر اليوم طويل ثقيل .. المزاج غير رايق .. الكل يقوده التفكير والخوف من ذات الشيء .. ولكن كاتم الكلام حتى تتم المزيد من الفحوصات ..
 
الخميس 27/9/2012
ذهبت أنا واثنتين من أخواتي لموعد أخذ العينة .. عن طريق الإبرة والمسح التلفزيوني ..Ultra Sound Core Biopsy.. وعندما دخلت على الاستقبال في مكان أخذ العينة  
سألتني الموظفة: عندج ستيكرات (ملصقات عليها اسمي ورقمي الطبي)  
فقلت: لا 
فقالت: ما عليه مب لازم ..
فجحظت عيوني من التعجب أنا وأختي .. فأخذت أختي بطاقتي وذهبت لقسم آخر من المستشفى وسحبت ورقة كاملة من الملصقات .. وعادت بها لموظفة الاستقبال .. فأخذت منها 10 ملصقات ..وأعادت علينا الباقي .. وأنا في حالة استغراب من سلوك الموظفة التي تعلم أنني هناك لأخذ عينة ومن المفترض أن يكون لديها ملصقات كافية لتغطية أوراقي والعينات .. وخاصة أني لدي موعد وملفي لديهم ..
انتظرنا قليلا ثم نادتني الممرضة .. ودخلت غرفة المسح التلفزيوني .. وإذا بممرضة فيلبينة أخرى تصرخ في وجهي :: ماما (كم اكره الفليبيني عندما يعتقد أنه يتكلم باللغة العربية) .. أنتا الهين يشيل ابايا
فقاطعتها باللغة الإنجليزية وبهدوء صارم : Please speak in English so I can understand what you are saying  
فسكتت ونظرت إلى بدهشة ثم قالت : سوري
وأكملت تعليماتها .. طلبت مني الممرضة بعد ذلك السماح لها القيام بتطهير المنطقة التي ستؤخذ منها العينة .. ثم قامت بذلك .. ثم جاءت مختصة الجهاز لتصوير المنطقة ووضعت على مكانها إشارة .. ثم جاء الطبيب الذي سيأخذ العينة وسألته ما هو الإجراء الذي سيقوم به بالضبط  فأخبرني عما سيقوم به بالضبط.. وبالفعل قام بما ذكر .. خدر المنطقة بإبرة مخدر موضعي .. ثم قامت المختصة بالمسح التلفزيوني بوضح الماسح على المنطقة التي وضعت عليها إشارة .. ثم بإبرة طويلة أطول من 10 سم تقريبا على نهايتها يوجد ضاغط .. غرسها الطبيب في المنطقة لم أحس بأي ألم الحمدلله ..
وقال لي: ستسمعين صوتتا قويا لا تفزعي هو صوت انطلاق الضاغط بأعلى الإبرة ..
وبالفعل سمعت الصوت .. وكرر نفس العملية في ثلاث أماكن أخرى حسب ما حددها له الجهاز .. استغرقت عملية سحب العينة حوالي 10 دقائق ..
بعد الانتهاء سألته : هل هناك أي مؤشر؟
فقال : ليس لدي شيء مؤكد .. ولكن الأمور لا تبدو طيبة
فسألته : متى النتيجة .. ؟
فقال : بعد خمسة أيام عمل ..؟
فسكت ولم استبشر خير أنا الأخرى .. وخرجت من ذلك المكان وعدت إلى البيت .. بانتظار النتيجة .. توكلت على الله .. قدر الله وما شاء فعل .. موعدي سيكون مع الطبيبة يوم الثلاثاء 2/10 وعلي الانتظار حتى اعرف ماذا ينتظرني .. والحمدلله على كل حال ..
استمرت المناقشات في الأسرة .. حول العلاج في الخارج .. وفي كل الأحوال حتى لو جاء الورم حميداً .. احتاج إلى رأي ثاني .. وفي الخارج .. وبدأت استعد لرحلة العلاج في الخارج .. والتفكير أين سيكون .. وقررت أن يكون الولايات المتحدة الأمريكية .. واشنطن دي سي .. لمعرفتي بالمكان بشكل جيد ..
 وبالفعل فطلبت من إحدى أخواتي .. أن تسأل صديقة لها .. كانت لها أخت مريضة بورم غير حميد وتعالجت في مستشفى جورج واشنطن بواشنطن دي سي .. وتطلب منها اسم الطبيب المعالج .. بعد ساعتين جاء الاسم .. والعنوان سيأتي في اليوم التالي ..
اسم الطبيب .. طبارة .. اسم عربي .. بحثت عنه في النت .. ووجدته .. اسمه بالكامل عماد طبارة ..
طبيب متخصص في أورام الرئة والثدي وبعض أنواع سرطان الدم .. وهذه وصلة للمعلومات عنه
قررت أن اتعالج لدى هذا الطبيب .. بعد الدخول في موقع المستشفى الذي يعمل به .. واقتناعي بجودة المكان وطرق العلاج مع الأورام .. مع أن مراكز علاج السرطان الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية مثل إم دي أندرسون في هيوستن - تكساس وجون هوبكنز في بالتيمور – ماريلاند وسلون كاترينغ – في نيويورك .. أكثر شهرة في العلاج .. إلا أنني لم أريد الذهاب لي منها وخاصة أني لي خبرة سابقة في مع جون هوبكنز قصة أخرى من المعاناة ..
قمت بالاتصال بمكتب الطبيب حسب الأرقام الموجودة في صفحته بالانترنت وطلبت موعد عاجل مع الطبيب فأعطتني موعد 8 أكتوبر التاسعة صباحاً ..
أتوقف هنا .. وأتابع معكم في الجزء القادم .. قريباً جداً
همسة : لا تبخلوا علي بالتعليق .. رأيكم يهمني جداً
 نور العيسى

 
 

رحلة مع القدر .. الجزء الثاني

 
 
أعزائي متابعين رحلتي مع القدر ..
أشكركم على تواصلكم وإبداء الآراء حول السرد  .. واشكركم على الدعاء لي بالشفاء
لا حرمني الله من تواصلكم ولا دعمكم ..
***
 
 ملاحظة هامة::
يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك
 
يوم الاثنين 24/9/2012
 الصبر من الله .. والفضول من الإنسان .. استيقظت في الصباح .. وفكرت أريد أن أقرأ تقرير المسح التلفزيوني .. أريد أن أعرف بالضبط .. ولكنني حاولت أن لا افكر في الموضوع .. بعد قليل طلبتني شيريل ..
وقالت: أن موعد الرنين المغناطيسي يوم السبت القادم والأحد سيكون موعد أخذ العينة ..
فقلت: لا بأس .. سؤال كيف احصل على تقرير المسح التلفزيوني هل تستطيعين إرساله بالبريد الإلكتروني .. ؟
فقالت: للأسف لا املك صلاحية الدخول عليه ..
فشكرتها .. وفي رأسي سؤال كم مقاس هذه المناطق المشكوك بها .. ولماذا لم أسأل الطبيبة بالأمس ؟ .. يا الله أريد أن أقرأ التقرير .. ومازلت مستلقية في السرير .. ماذا علي أن افعل لأحصل على التقرير ..
بعد قليل طرقت أختي باب غرفتي ودخلت وفي يدها نسختين من التقرير .. لا أريد أن أسأل كيف حصلت عليه .. كل ما يهمني ما هو مكتوب به .. فأخواتي أيضا يردن معرفة ما هو مكتوب التقرير .. المهم .. قرأت مقاس القطع المشكوك بها .. وحقيقة انزعـجت نفسياً .. ولكنني لا أملك من الأمر شيئا .. فهذا مقدر لي .. كل ما يثير تعجبي هو على كبر القطعتين في الثدي لا زلت لا استطيع باللمس أن أحس بوجودهما وبالنسبة للانتفاخات في الغدد الليمفاوية المجاورة للصدر فقد أحسست بهم من أكثر من سنة وكنت قد زرت طبيب مختص في واشنطن العام الماضي قال أن الانتفاخ عادي وغير مخيف  فصدقته .. المهم بعد قراءة التقرير جاءت أختي الأخرى .. فأخبرتهما عن المواعيد  بخصوص الرنين المغناطيسي والعينة ..
 فاستأتا وقالت أختي الأصغر : ما هذا ولم ننتظرعلى أعصابنا .. دعينا نحاول تقديم الموعد -أي موعد الرنين المغناطيسي-.. ما رأيك؟  
فقلت: حاولوا .. 
مر الوقت بدون أي جديد .. بعد الغداء .. اتصلت سكرتيرة من قسم الرنين المغناطيسي .. الموعد في الرابعة عصراً في نفس اليوم .. فكلمت شيريل وأعطيتها الموعد .. فقالت ستغيير موعد أخذ العينة بناء على ذلك إلى اليوم التالي للرنين ..
قبل صلاة العصر خرجت إلى الصالة .. فوجدت ثلاثة من أخواتي يفكرون بالتأكيد في موضوعي ..
فقلت لهم: سأذهب لموعد الرنين ..
فتسابقت أخواتي في من سيرافقني إلى الموعد ..
هنا بكل حزم قلت:  لن يذهب أحد معي .. سأذهب وحدي .. ومن الآن فصاعدا تعودوا على ذلك .. هناك مواعيد لن احتاج فيها إلى مرافق ..
فاحتراما لرغبتي سكتت أخواتي .. مع نظرات عدم الرضا عن قراري ..  
بعد أن صليت العصر .. انطلقت وحدي إلى الموعد .. في قاعة الانتظار .. جلست انظر إلى لوحة جميلة معلقة على الحائط .. تبدو لي لوحة أصلية .. عمل جميل لفنان يبدو لي تعب فيها .. في منتصف اللوحة .. غاظني ملصق شفاف طبع عليه سبحان الله وبحمده .. تلفتُ في صالة الانتظار .. فرأيت ملصق آخر مثله بالضبط على الحائط .. بالتأكيد سبحان الله وبحمده .. وجميل أن يكون هناك ملصقات روحانية وتذكيرية .. لكن لصق الملصق على لوحة أصلية لفنان ما أمر تخريبي بمعني الكلمة-سالفة اعتراضية ..
بعد قليل نادتني ممرضه وأخذتني لغرفة تبديل الملابس .. ومن ثم إلى غرفة قبل غرفة الرنين .. ثم اجلستني على كرسي .. ثم قالت لي أوقع على بعض الأوراق .. وسألتني ما إذا لدي حساسية من محلول اللون الذي سأحقن به لغرض الأشعة ..
فقلت: لا أدري..
المهم وضعت في ظهر كف يدي اليمين الإبرة اللازمة لأنبوب يتم حقن المحلول به .. وحقنت الموضع .. فسار في ساعدي شعور بالبردوة نتيجة مرور المحلول .. ثم دخلنا للغرفة التي بها الجهاز ..
وقالت: الصوت عالي هنا .. ستستلقين على وجهك هنا لمدة عشرين دقيقة .. وسأضع السماعات على أذنيك وهذا الجرس في يدك لأي طاريء .. ولا تتحركي حتى ننتهي ..
وخرجت هي من الغرفة وظللت وحدي .. بعد مرور ربع ساعة تقريبا ً .. ضجيج الرنين المغناطيسي يخترق السماعات .. أحسست ببرودة تسري في ساعدي الأيمن من الخارج .. فقلت  في نفسي لا إله إلا الله .. يبدو أن موضع الإبرة انفك .. ودمي يسيل .. ولا أحد يدري .. فقلت لربما هذه هي النهاية : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. وأغمضت عيني .. مازال الضجيج عالي .. بعد قليل توقفت كل الأصوات العالية ..
وجاءت الممرضة وقالت: انتهى التصوير ..
أخرجت بسرعة يدي لأري الدم الذي يسيل .. وإذا بيدي طبيعية لا شيء عليها .. فما هي البرودة التي شعرت بها إذن .. افكر في نفسي لتجاوب الممرضة .. أنها دخلت اثناء الضجيج العالي وحقنت يدي مرة أخرى بمحلول مشع ..وهو يعطي شعور بالبرودة في الساعد .. اقول لنفسي : من الجهل ما قتل .. وبدأت أفكر بضرورة فهم الخطوات القادمة قبل أن اقرر أي شيء حتى لا يكون لدي لبس  في الفهم.. وانتهت الأشعة .. وعدت إلى البيت ..
ومر اليوم ونحن في الأسرة نتناقش في ذات الموضوع .. واعترف .. أن نسبة قلقي أصبحت أقل من السابق .. ولأنني فوضوت أمري لله وتوكلت عليه .. مر اليوم عادي .. مع تفكير في الجراحة .. ولم استقر على مكان لإجراءها بعد .. اتصلت صديقتي من واشنطن لتقول لي أنها حصلت على موعد قريب لدى الطبيب الذي زرته في العام الماضي .. فقلت لها .. قررت أن أكمل الفحوصات الأولية وبعدها سأقرر أين سيكون العلاج .. فسأوجل الموعد قليلا ..
كم الأحداث خلال اليومين الماضيين كبير جداً .. وبما أنني أحب الكتابة .. قررت أن اكتب كل ما يحدث لي يومياَ .. وبدأت الكتابة وتسجيل ما يحدث .. من أحداث ومحادثات وأمور أخرى كثيرة  ..
***
أحيانا ستكون التفاصيل كثيرة .. سأكتب ما استطيع منها .. وسأحاول تنزيل الأجزاء تباعا .. حتى نصل للتاريخ المواكب للأحداث ..
شكرا لمتابعتكم .. وصبركم ..
 
نور العيسى


Monday, October 15, 2012

رحلة مع القدر .. الجزء الأول

 

ملاحظة هامة::
يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك..
 
***
قال الله تعالى في كتابه العزيز ::
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ - سورة التوبة
ننام ونصحى .. وتمر أيامنا وليالينا .. ولا أحد يعلم ماذا يختبيء لنا فيها .. فكل شيء مقدر ومكتوب .. والحمدلله على كل حال .. وليس لنا إلا الصبر حتى نعلم ماهو المقدر والمكتوب ..
 
يوم الأحد 23/9/2012
في صباح هذا اليوم .. ذهبت لفحص روتيني في قسم الأشعة بمستشفى حمد .. فحص مبكر عن أورام الثدي بمسمى الماموجرام Mammogram.. كل الأمور طبيعية .. بعد انتهاء الفحص طلبت المختصة أن اذهب لإجراء مسح تلفزيوني  Ultra sound..

فسألتها لماذا .. ؟
فقالت هو إجراء مطلوب لكل من تجاوز الأربعين من العمر من السيدات ..
فذهبت .. وهناك تم المسح التلفزيوني .. بعد أن تهيأت للمسح التلفزيوني .. بدأ المسح وكانت المختصة التي تقوم بالمسح تسجل ملاحظات كثيرة على بعض الصور ..
فسألتها بقلق : ماذا يحدث .. ؟
فقالت : انتظري قليلاَ ستخبرك الدكتورة بكل شي ..
هنا بدأ الخوف يتسلسل إلى قلبي .. ماذا لو؟؟ .. تمالكت أعصابي ونفسي  .. حتى انتهت من الفحص .. واستدعت الدكتورة المشرفة ..
فقالت لي : هناك منطقتين lesions في الثدي الأيسر بهما شك .. وعدد من الغدد الليمفاوية المجاورة أيضا .. لذلك سأحولك على الطبيب المختص لإجراء المزيد من الفحوصات للتأكد من نوع طبيعة هذه المناطق المشكوك بها .. .. انتظري سنجهز لك بعض المواعيد ..
هنا .. أحسست بأن الرعب اخترق قلبي .. ارتديت ملابسي وخرجت لأختي التي تنتظرني بمكان الانتظار .. وعندما رأت وجهي الفَزِع .. فهمت ..
وقالت : لا تخافي دعي أمورك على الله ..
وقفنا نتحدث مع مسؤولة القسم .. وطلبت منها .. أن اتحدث مع الدكتورة مرة أخرى .. فاستدعتها لنا .. فجاءت وأخذتنا إلى غرفة منفصلة .. وجلسنا معها ..
فقلت لها : اشرحي لي ما هو الموقف بالضبط .. وماهي الإجراءات في هذه الحالة .. وكم هي نسبة الشك في ورم خبيث أو حميد ..
فقالت: ليس لدي إجابة لأنني لا أعرف نوعية الورم .. ولكن عندما يمر علينا مثل حالتك .. يقوم الطبيب المختص بعمل أشعة رنين مغناطيسي للمنطقة MRI  ثم بأخذ عينة من الورم وعليه يمكن التحديد .. وهذا ليس من تخصصي لذلك أحولك على الطبيب المختص .. وأعدك بأن أجد لك موعد خلال اليومين القادمين .. هناك منسقة تقوم بكل الترتيبات اللازمة ..  
فشكرناها وخرجنا إلى البيت .. فور وصولي البيت .. اتصلت بي سيدة فيلبينية اسمها شيريل .. عرفتني بنفسها على أنها من تقوم بتنسيق مواعيدي في هذا الأمر .. وسألتني إذا يمكنني الحضور للعيادة فوراً لمقابلة الطبيبة المختصة ..
فقلت : نعم ..
فخرجنا على الفور أنا وأختي للعيادة الخارجية بمستشفى حمد .. والتقينا مع المنسقة حيث طلبت الانتظار .. انتظرنا قليلا .. ثم دخلنا على الطبيبة .. وما بين الأسئلة والفحص ونتائج الماموجرام والمسح التلفزيوني ..
أخيراً قالت : لن أكذب عليك .. هناك بعض الأورام وهي لا تبدو حميدة ولا خبيثة .. ولن نستطيع التحقق من طبيعتها بدون أخذ عينة منها وفحصها في المختبر .. وبعد ذلك سنحدد لك خطة العلاج التي سنسير عليها ..  وهناك بعض الفحوصات التي عليك القيام بها .. وستبلغك بها شيريل ..
أردت أن أعرف ما إذا كان حكمها مبني على الفحص اليدوي وحده فقط .. أو مع نتيجة الفحص التلفزيوني .. 
فسألتها : هل وصل تقرير المسح التلفزيوني في الكومبيوتر ؟
فقالت : نعم وصل وقرأته .
فقلت : برأيك نسبة الورم الخبيث 90 % مثلا ..؟
فقالت : ليس بالضرورة ولكن ربما 60% فأكثر ..
فشكرناها وخرجنا .. وأنا افكر .. يالله كيف سأتعامل مع كل هذا .. استيقظت في هذا الصباح خالية من هذا الخوف والقلق .. وكنت أفكر كم أصبحت كسولة علي أن اكتب شيء للمدونة .. وأزيد من نشاطي في تويتر .. وكم فكرة أخرى .. كلها تبخرت على صوت شيريل ..
هذه أوراق فحص الدم الذي ستجرينه الآن .. وسأأخذ لك موعد للرنين المغناطيسي .. وموعد آخر لأخذ العينة .. وموعد لمقابلة الطبيبة مرة أخرى بعد الانتهاء من كل الفحوصات ..
وبدأت بفحص الدم .. عبوتين .. ثم ذهبنا إلى البيت ..
من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتى الواحدة ظهراً .. حدث كل ذلك ..
أخذتني الأفكار يميناً ويساراً .. وأخذني الانترنت في جولة مبدئية .. في مجال الاحتمال الأسوأ .. ثم وصلت إلى نتيجة .. احتاج إلى رأي ثاني .. فكلمت صديقة لي في واشنطن .. وقلت لها : 
اعلم أن اليوم هو الأحد .. أريد طبيبين متخصصين في هذا المجال لرأي ثاني .. في نفس اليوم ..
بعد أن سردت لها ما حدث .. فوعدتني بأن ترد علي في الغد ..
إخوتي جميعاً .. بدون استثناء .. أصابهم القلق والفزع .. وكلهم يدعمون أي قرار أريد أن اتخذه .. قناعتنا جميعاً .. بأن هناك مشكلة صحية تحتاج إلى تعامل جيد .. وعلاج .. سواء جاء الورم حميداً أم خبيثاً .. ولذلك القرار هو .. أن نتوكل على الله أولا .. ثم نضع كل الحلول .. ثم نختار منها ماهو الأنسب والأريح نفسياً .. ففي كل الأحوال ستكون هناك جراحة لإزالة الأورام .. فأين ستكون؟ هنا أم في الخارج .. لو جاءت الأورام حميدة .. فهي من لطف الله وستره .. ولو جاءت خبيثة .. فهي ابتلاء وامتحان لصبري وصبرهم .. وعلينا أن نسلك خط علاجي وقائي فأين سيكون .. هنا أم في الخارج ؟
في نهاية اليوم .. قررت .. أن يكون قرار خط العلاج هنا أو في الخارج بعد الانتهاء من الفحوصات الأولية .. من أشعات وعينة ومقابلة الطبيبة ..
لن انكر أنني خائفة .. ولن انكر أنني قلقة .. ولكنني أيضا راضية بقضاء الله وقدره .. وماهو مكتوب لي .. فعلى الله توكلت .. وفي كل الأحوال .. لدي قناعة ورغبة في الشفاء من أي شيء تأتي به نتيجة التحاليل .. فالشفاء من عندالله .. وتوكلي عليه .. والحمدلله على كل شيء .. بهذه القناعة نمت ..
إلى اللقاء في الجزء التالي .. مع خالص تحياتي لمن يتكبد مشقة القراءة ..
 
همسة ::
يهمني جداً رأيكم في طريقة السرد .. فلا تبخلوا علي بوضع تعليق في المدونة .. شكرا لكم  ..
نور العيسى