Sunday, November 25, 2012

رحلة مع القدر .. الجزء السابع


رحلة مع القدر .. الجزء السابع
 
ملاحظة هامة::
يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك
الأربعاء 10/10/2012
ذهبنا للعيادة لإجراء فحص صدى رسم القلب ..  Cardio Echogram طلب الطبيب الفحص للتأكد من سلامة القلب واستطاعته لتحمل العلاج الكيماوي .. على الموعد تم الفحص استغرق حوالي 25 دقيقة .. انتهينا منه دون عقبات .. وحقيقة لم يكن لدي أي قلق منه .. لأن قلقي كان مركز على فحص البت ..  خرجنا من العيادة وتوجهنا للمستشفى لموعدي التالي .. وهو موعد البت سكان ..
في الاستقبال جاءتنا سيدة أمريكية سمراء هي مسؤولة ومنسقة للفحص .. عرفتنا بنفسها .. اسمها "شفيقة" .. أحضرت معها روبين وطلبت مني تغيير ملابسي ولبس الروبين في غرفة تغيير الملابس استعدادا للفحص .. ثم أخذتني لغرفة تحليل الدم حيث تم تركيب إبرة في يدي لحقن محلول الفحص الملون والذي يستخدم للتصوير .. وشرحت لي ضرورة معرفة نسب معينة في الدم حتى يمكن القيام بالفحص ..
بعد فحص الدم قالت : سنذهب لغرفة الفحص .. وستستغرق عملية المسح  ساعة ونصف ..وهنا وجهت كلامها لي ولجهينة .. ولكن علينا ملأ هذه الاستمارة ببعض البيانات أولا .. وهي استمارة فيها أسئلة عن تاريخي الصحي .. وأنواع الأدوية التي أخذها .. بعد أن انتهينا من الاستمارة ..
سألتها : اسمك شفيقة ..
فردت فورا : أليس هو جميل ..
وكانت بسبب الحجاب قد عرفت أننا مسلمات .. فقلت لها : نعم لأنه باللغة العربية له علاقة بالرحمة والحنان ..
وحقيقة السيدة شفيقة كانت بالفعل حنونة وبها من الإنسانية ما يريح النفس .. وفي نفسي اتساءل هل اختيارات من يعملون في هذه الوظائف لها مواصفات خاصة .. تساعد المرضى على تجاوز ما يمرون به من خوف وقلق .. كانت شفيقة هادئة بشكل مطمئن جداً .. فروت لنا أن زوجها مسلم وغير اسمها إلى شفيقة ولديها من الأبناء رشاد وعائشة .. أمريكية مسلمة سمراء.. أحسست بقوة الإسلام وما يمنح من هدوء وراحة في كلامها ..
انتهينا من البيانات فالتفت إلى جهينة وقالت لها : بعد هذه النقطة لن تستطيعي الاستمرار معنا سأخذها  - تعنيني - إلى غرفة الفحص .. ولا تقلقي فهي في أيدي أمينة .. سأعيدها لك بعد ساعة ونصف .. افترقنا أنا وجهينة وهي تدعو لي بالشفاء ..
أجلستني شفيقة في ممر به عدة كراسي .. وذهبت لتحضر بطانية دافئة لفتها حولي ثم قالت : هل أنت مستعدة ..
فقلت : نعم .. وأنا افكر أريد أن أتخلص من هذا القلق فهذا الفحص سيكشف لنا ما إذا تسرب المرض إلى أماكن أخرى في الجسم ..
ذهبنا إلى غرفة الفحص .. غرفة طويلة بها كرسي يتحول إلى سرير عليه مخدة وشرشف وبطانية اجلستني عليه وغطتني بالبطانية .
ثم قالت لي : سأتركك الآن مع مختصة التصوير .. فهي من ستقوم بالمسح ..
هنا عرفتني المختصة بنفسها .. في يديها صينية صغيرة بها إبرة 10-15 سم بها محلول .. ووعائين 450 ملم بهما محلول أبيض كثيف ..
وقالت لي : سأشرح لك كيف يعمل هذا الفحص .. الخلايا السرطانية خلايا نهمة وشرهة تحاول التهام أي شي قبل بقية خلايا الجسم .. هذا المحلول في الحقنة يصور بالألوان مكان النشاط الذي تقوم به الخلايا السرطانية في الجسم مما يدلنا على مكانها .. أما الوعائين ففيهما مشروب جلوكوز عليك شربة في 45 دقيقة وعليك عدم الحركة حتى تقوم الخلايا السرطانية بالتهام الجلوكوز فنعرف مكانها .. كل وعاء به 450 ملم من الجلوكوز أي لتر للاثنين تقريبا .. هل تريدين أن اضع لك موسيقى لتسترخي ..
فقلت لها : لا شكرا .. فنيتي أن أقرأ ما احفظ من القرآن واسبح واستغفر وأدعو الله أن يشفيني ويكفيني الشر ..
فقالت : سأبدأ بحقن الدواء الملون في يديك .. وفعلت .. ثم قالت : حاولي شرب ما في الوعائين .. دون حركة كثيرة ..
بدأت الشرب .. وكنت قلقة بشأن طعمه .. والحقيقة لا طعم له مشروب كثيف السكر .. بدأت الشرب وكلما توقفت دعوت الله وسبحت واستغفرت طالبة منه عز وجل أن يشفيني ويحميني .. مرت ال45 دقيقة وانتهيت من شرب الوعائين .. جاءت مختصصة التصوير وأخذتني غلى غرفة أخرى بها جهاز المسح .. استلقيت على ظهري على سرير المسح .. ثم ادخلتني في جهاز اسطواني ..
وقالت : سنحقن يدك مرة أخرى بالمحلول الملون .. ستشعرين بحرارة عالية في جسمك وحلقك وهذا طبيعي فلا تخافي .. 
وبالفعل أحسست بذلك لدقائق ثم ذهب الشعور .. ومع كل حركة تصوير كانت تتابع معي بالمايكرفون وتشرح لي ما سيحدث في النقطة التالية .. لم يكن الوضع مريح .. ناهيك من الخوف الذي يطرق عقلي .. ماذا لو؟؟ ولكن المختصة كانت تشجعني على تحمل الفحص .. وأخيرا انتهي التصوير ..
وقالت : بقي شيء أخير سأقوم لك بتصوير مقطعي كامل من نفس الجهاز ..
وقامت به بالفعل .. كل ذلك استغرق 45 دقيقة طويلة جداً على قلبي ..  ثم جاءت وأجلستني وقالت انتهينا ..
سألتها : هل من مؤشر ..؟
فقالت: لا استطيع الإجابة .. لأن ذلك غير قانوني .. طبيبك هو من يخطرك بالنتيجة .. سأكتب التقرير وأرسله له  ..
فشكرتها وذهبت إلى غرفة تغيير الملابس .. ورأسي تدور بها ألف فكرة وفكرة ..
خرجت من غرفة الملابس لأجد شفيقة تدعو لي بالشفاء .. واستخدمت كلمات حنونة ورقيقة لتهدئتي .. شكرتها وخرجنا أنا وجهينة من المستشفى ..
عدنا إلى الفندق .. كانت الساعة الثانية ظهرا تقريبا .. تغدينا .. ثم أخذنا حاجتنا بعد أن دفعنا الحساب .. فاليوم سننتقل إلى الشقة .. مررنا قبل الذهاب للشقة لشراء بعض الضروريات للشقة من حاجيات وطعام وشرب ..
استلمنا الشقة .. يا الله كم أريد أن استلقي على ظهري .. وأنام إلى الغد .. فالغد يوم آخر طويل ربما الله اعلم .. يا الله كم أنا تعبة أرهقني هذا الفحص .. وأرهقني التفكير في نتيجته .. التي لا أعرف ماذا ستكون  .. كم أكره هذا القلق المخيف ؟؟ ماذا لو ؟ .. ثم قلت في نفسي توكلي على الله .. دعوت الله سبحانه أن لا يخيب ظني ويشفيني ويعافيني ..
رتبنا أمورنا في الشقة .. أكلت قليل من الطعام .. وقررت أن استريح فغداً عملية تركيب صمام لحقن الدواء الكيماوي .. مازال القلق يوترني .. ولكنني جعلت اكلم نفسي هذا ابتلاء .. وامتحان علي النجاح فيه .. وفي كل الأحوال الحمد والشكر لله ..
استلقيت في السرير على ظهري .. وتفكرّت في حياتي .. لقد عشت حياة رائعة وجميلة أسرتي جميلة ولله الحمد .. ولدي الكثير ما أحمد الله عليه .. إن جاءت النتيجة كما أحب فلله الحمد والشكر والثناء .. وإن جاءت ليست كما أحب وأريد .. فلله الحمد والشكر والثناء .. ولكل حادث حديث وقتها .. أكثر ما يزعجني في الموضوع أنني لن أعرف النتيجة سلبا أو إيجابا حتى يوم الأثنين المقبل ..
الآن ارتاحي يا نور وإهدائي .. فغداً يوم حافل أيضا .. قررت أن أنام .. قرأ سورة الحمد والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي .. واستغفرت ربي وصليت على سيدنا محمد وسبحت .. حتى غرقت في النوم ..
 الخميس 11/10/2012
 استيقظت في الصباح .. لا إفطار اليوم .. تركيب الصمام يعتبر عملية جراحية .. على الموعد كنا في المستشفى .. انتهينا من إجراءات الدخول .. بعد التسجيل أخذنا الموظف إلى طابق آخر حيث ستجرى العملية .. أوصلني لمركز به ممرضات في وحدة الإقامة القصيرة .. حوالي أربعة أسرة مفصولة عن بعضها بستائر ..طلب مني الانظار حتى تأتي الممرضة المسؤولة للحديث معي ..
جلست على السرير .. وجاءت ممرضة طلبت مني انزع ملابس وألبس روب معقم لدخول غرفة العمليات .. ثم جاءت ممرضة أخرى اطلقت على نفسها مسمى "ممرضة ممارسة" Nurse Practitionerوقالت لي : سأشرح لك ما سنقوم بفعله في هذه العملية .. في الجانب الأيمن من الرقبة وأعلى الصدر تحت عظمة الكتف بأربعة اصابع تقريبا .. سنركب لك تحت الجلد صمام اسمه Power Port مع أنبوب قصير يصل إلى الوريد ويدخل فيه ويثبت بغرزة .. أمام الصمام نفسة فسيحتاج إلى 3-4 غرز .. من خلال الصمام يتم حقن العلاج الكيماوي .. هذا الصمام يحمي عروق الجسم من التأثير السلبي للعلاج الكيماوي .. كما يسهل عليك عدم البحث عن مكان كل مرة في يدك للحقن .. فالعلاج الكيماوي يمرمن خلال الصمام إلى الوريد ويتوزع في الجسم .. هل تريدين أن تري كيف يبدو .. فأجبت بلا قاطعة .. (صراحة خفت منه) .. لمعرفة المزيد عن هذا الصمام اضغط على الرابط التالي ..  http://www.powerportadvantage.com/about.html
بعد قليل .. أخذتني ممرضة أخرى إلى غرفة العمليات وقالوا لي أن العملية ستستغرق ساعة ونصف .. لا اتذكر أي شيء بعد ذلك حتى فتحت عيني في غرفة الإفاقة .. وجدت جهينة بجانبي .. تم تركيب الصمام .. استرحت قليلا أعطتني الممرضة بعض العصير .. ولما تأكدت أنني بخير .. أعطتني تعليمات بشأن الغيار على الجرحين .. في أعلى الرقبة وأعلى الصدر مكان الصمام ..
عدنا إلى الشقة .. الأمور على ما يرام ..انتهيت من تركيب الصمام والاستعداد للعلاج الكيماوي .. أول علاج كيماوي يوم الاثنين 15/10 ..
ما بين يومي الخميس والاثنين في قلق عميق بسبب انتظاري لنتيجة الفحص ولم يأتي أي اتصال من عيادة الدكتور بهذا الشأن ..
الأثنين 15/10/2012
اليوم أول جرعة من العلاج الكيماوي .. ذهبنا للموعد .. في الاستقبال في العيادة .. طلبت أن أعرف نتيجة فحص البت .. فقالت لي الموظفة لا موعد لدي مع الطبيب .. فقط أول موعد للعلاج الكيماوي .. بجد خفت .. فقلت بكل إصرار : لازم اعرف النتيجة قبل ما أبدأ العلاج .. فقالت : انتظري قليلا .. بعد قليل جاءت الدكتورة جويل العم .. وبيدها صورة من تقرير البت .. وقالت : مبروك لا يوجد تسرب في أي مكان غير المنطقة المصابة ..
بكيت .. وبكت معي جهينة .. شكرت الله وحمدته .. شكرت الدكتورة .. هم كبير انتهى .. الآن استطيع أن أبدأ العلاج الكيماوي .. ونص الثقل الذي أرهق كاهلي انزاح ..
اتوقف هنا .. وأعود لكم في الجزء التالي ..
تحياتي
نور العيسى


Monday, November 12, 2012

رحلة مع القدر .. الجزء السادس

 
 
 

رحلة مع القدر .. الجزء السادس

 ملاحظة هامة::

يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك

 
الأثنين 8/10/2012


استيقظت لصلاة الصبح .. الصلاة في السادسة إلا ربع .. صليت ودعيت ربي أن يشفيني ويعافيني ويقويني على ما سيواجهني .. فاليوم حاسم في علاجي .. معلوماتي عن الطبيب جيدة .. ومقتنعة به تماما .. ولقد اتخذت قرار سأذهب مع طريقة علاجه كيفما كانت .. توكلت على الله ..

وصلنا العيادة وهي في مبني منفصل عن المستشفى .. في الطابق الأول .. مركز علاج السرطان .. سجلت اسمي في الاستقبال .. بعد قليل استدعتني الموظفة وأخذت بياناتي وسألتني عن الضمان المالي .. فأخبرتها أنه موجود لديهم من يوم الجمعة .. فبحثت عنه ووجدته .. بعد ذلك ألبستني سوار بلاستيكي عليه اسمي وتاريخ ميلادي ورقم هاتفي وعنواني ..

ثم قالت : انتظري في الاستراحة .. ستستدعيك الممرضة بعد قليل ..

في الساعة التاسعة والربع استدعتني الممرضة .. وأخذت طولي ووزني .. ثم أخذتني أنا وجهينة إلى غرفة الكشف وطلبت مني الانتظار .. غرفة الكشف صغيرة .. بها خزائن مغلقة .. وكومبيوتر على الحائط  وكرسي صغير أمامه .. ومغسلة صغيرة ..  بجانب سرير الكشف هناك كرسي .. جلست عليه جهينة وجلست أنا على حافة سرير الكشف ..

بعد قليل .. طرق خفيف على الباب .. دخلت طبيبة جميلة في الثلاثينات من العمر .. عرفتنا بنفسها دكتورة جويل مساعدة للدكتور طبارة .. الطبيبة بشوشة الوجه .. مريحة في الكلام .. طلبت مني أن اشرح لها كل ما مر بي .. فتكلمنا باللغة العربية .. كونها عربية .. فسردت لها من بداية الماموجرام وحتى النتائج .. وسلمتها التقارير والشرائح وسي دي التصاوير .. واقتراح الطبيبة الجراحة في الدوحة بالبدء بالعلاج الكيماوي أولا .. ثم الجراحة ..  ثم طلبت مني أن اسمح لها بفحصي .. وقامت بفحص يدوي دقيق لمكان الورم وتحت الإبط .. بعد أن انتهت من الفحص ..

قالت : نعم استطيع أن أحسن بالأورام .. في الثدي وتحت الإبط ..
فسألتها : ما رأيك؟ 

فقالت : طريقة العلاج سيناقشها معك د.طبارة .. وغالبا ما ستكون البدء بالعلاج الكيماوي أولا .. ثم الجراحة .. ثم الإشعاع .. والعلاج الكيماوي سيكون على مدى 16-18 أسبوع .. ولدينا هنا مركز متميز للعلاج الكيماوي .. وطريقتنا نعطي الكثير من مضادات "لوعة الكبد" والسوائل قبل العلاج الكيماوي .. ولكن هل لديك أسئلة أخرى ..
فقلت لها : لم أقم بالمسح المقطعي ولا تصوير العظام لأني لم أرغب في إعادتهما هنا ..
فقالت : سنقوم بالتأكيد بمسح البت PET Scan .. ولذلك لتحديد موقع الأورام والتأكيد من خلو بقية الجسم من أي خلية مشكوك بها ..
فقلت لها : ماذا لو كان هناك ورم آخر في مكان آخر في الجسم ..
فقالت : ليس هناك ما يخيف حتى لو ظهر في مكان آخر ونستطيع أن نعالجه .. ولكن لا تفكري في ذلك الآن .. دعينا نقوم بالفحص أولا .. ثم نقرر بعد ذلك .. كذلك سيكون هناك فحص آخر لعضلة القلب .. للتأكد من قدرتها على تحمل العلاج الكيماوي .. وهناك شيء آخر .. تحتاجين إلى تركيب صمام يثبت تحت الجلد لحقن العلاج الكيماوي .. وهو مهم حتى لا يؤذي العلاج الكيماوي العروق العادية ..
قلت : لقد أخذت أدوية هرمونات كثيرة .. في محاولات للإنجاب بطريقة أطفال الأنابيب .. فهل لذلك علاقة بما أمر به ..
قالت : لم تثبت الدراسات حتى الآن ذلك .. ولم تنفيها .. احتمال ولكن غير مؤكد ..

استمر الكلام والأسئلة من جانبي .. والطبيبة مبتسمة وتجاوب بكل طيب وكفاءة عالية من المعلومات والتفاصيل .. هذا وحتى اللحظة لم أري الطبيب بعد .. بعد أن أحست أنني انتهيت من كل ما أريد أن أعرفه ..
قالت : إذا لم يكن لديك مزيد من الاستفسارات .. سأذهب للدكتور طبارة وانقل له جميع ما دار بيننا .. وأعود معه ..
ظللنا وحدنا حوالي ربع ساعة في غرفة الكشف .. انطباعنا  كان جيد جدا .. فالطبيبة مريحة جدا .. فقد أكدت لنا أن هذا المركز إذا كان لا يستطيع تقديم العلاج الصحيح واللازم .. سيقترح لنا مكان آخر  استطيع أن اتلقى فيه العلاج الصحيح .. ولكن مر عليهم مثل حالتي .. وتم علاجها .. وهذا ما طمأنني  ..

مر بعض الوقت .. ثم جاء الطبيب .. عرفنا بنفسه د. عماد طبارة .. وطلب فحصي .. وتم الفحص .. ثم قال : لقد شرحت لي د. جويل حالتك كاملة .. لذلك خطة العلاج ستكون كالتالي .. العلاج الكيماوي أولا .. ثم الجراحة .. ثم الإشعاع لو احتجنا له بعد ذلك .. نحتاج العلاج الكيماوي أولا .. بسبب الأورام الموجودة تحت الإبط .. فهو سوف يقلصها ويمنع تسرب أي من الخلايا السرطانية لبقية الجسم .. وقد يقتلها تماماً .. وهكذا تسهل الجراحة وعملية إزالتها ..
العلاج الكيماوي .. سيكون 8 جرعات .. جرعة كل أسبوعين .. ستكون أول أربع جرعات من نوعين من الدواء الكيماوي سويا .. وثاني أربع جرعات ستكون من نوع آخر من العلاج الكيماوي .. وفي ثاني يوم بعد الجرعة .. ستأخذين إبرة لتقوية المناعة .. ستأتين لفحص الدم وإن احتجت لتقوية المناعة سنعطيك إبرة ..
بالنسبة للجراحة .. لا أود أن أغضب الطبيب الذي استشرته في العام الماضي فهو زميل لي (وكنت قد ذهبت في العام الماضي للاستشارة في نفس الموضوع لجراح متخصص أجرى لي الفحص وقال أنني سليمة) فهل تريدين أن يقوم هو بالجراحة .. أم تريدين أطباءنا الذين نتعامل معهم هنا للجراحة ..
فقلت له : أفضل الطبيب الذي تتعامل أنت معه .. وليس لدي أي تفضيلات أخرى ..
فقال : لدينا في المستشفى طبيبتين جراحتين .. متميزيتين .. أفضل أن تكون إحداهما هي التي تقوم بالجراحة .. هل تريدين أن نحدد لكن موعد مع إحداهما؟ .. لأنني أفضل أن تكون على متابعة معي من البداية ..
فقلت : نعم ..  بدون أي تردد ..
فقال : اتفقنا .. سنقوم بالمسح الكامل لجسمك عن طريق البت .. وفحص عضلة القلب ..
فقلت : دكتور ماذا لو كان هناك ورم آخر في مكان آخر في الجسم .. كيف سيكون العلاج .. ؟
قال : ستكون نفس عدد الجرعات .. ونفس العلاج .. فالعلاج مركز ونستخدمه نفسه لو ظهر هناك ورم آخر .. لكن يعتمد على الحالة ومكان الورم .. لا تفكري في ذلك الآن .. دعينا نقوم بالفحص .. وننتظر النتيجة .. وبعدها نقرر .. فلربما لا يوجد شيء آخر ..
بالنسبة لمرحلة الإشعاع .. يعتمد ذلك على حاجتك لك .. وسنحدد ذلك بعد الجراحة ..
بدون مقدمات قلت له : لا أريد أن أأخذ سيسبلاتين ولا كاربوبلاتين .. من الدواء الكيماوي ..
فنظر إلي بدهشة : لا في نوع علاجك لا نستخدم هذين النوعين ونستخدم ثلاثة أنواع هي وذكر اسمائها .. ( ايدريامايسين وسايتوكسين معاً) في أول أربع جرعات والنوع الثالث سيكون من بداية الجرعة الخامسة .. ولكن من أين عرفتي بأسماء الكيماوي التي ذكرتها ..
فقلت : أصيب زوجي بسرطان المريء وتوفي به .. وتم علاجه بهذين النوعين الكيماوي في مستشفى جون هوبكنز ببالتيمور .. ولم يستفيد .. ورأيت بعيني مساويء هذا العلاج .. ولا أريد أن أأخذه ..
فقال : أأسف جدا ..هذا أولا .. وثانيا .. لا أريدك أن تضعي نفسك في مقارنة مع مرضه .. فالنوعين مختلفين تماماً .. فلا تفكري أبداً المقارنة .. والعلاج مختلف تماماً ..
ثم قال : إذا ارتحت لطريقتنا في العلاج .. هل ستبدئين معنا؟ .. أم تريدين البحث عن استشارة أخرى في مكان آخر ..؟

فقلت له : لا (قاطعة) سأخذ العلاج معكم وتحت إشرافك .. توكلت على الله وفوضت أمري له ..

فقال : اتفقنا .. هناك بعض الإجراءات ستنهينها أولا .. ستكون أول جرعة يوم الاثنين القادم 15/10/2012  .. سنجهز لك بعض المواعيد مع مسح البت وفحص القلب .. وعملية تركيب الصمام .. خلال هذا الأسبوع .. حتى يكون الاثنين .. وضعك جاهزا لبدء العلاج ..

شكرناه .. وخرجنا مع الدكتورة جويل إلى قسم الاستقبال .. لترتيب مواعيدنا ..
البداية اليوم .. تحليل دم شامل .. قمت به ..
الأربعاء 10/10 فحص عضلة القلب .. في مبني العيادة نفسه .. ومسح البت في المستشفى ..
الخميس 11/10 عملية تركيب صمام لحقن العلاج الكيماوي .. تحت بنج كامل .. في المستشفى ..
الاثنين 15/10 أول جرعة كيماوي ..
الثلاثاء 16/ 10 إبرة تقوية المناعة .. وموعد مع الطبيبة الجراحة ..
الاثنين 29/ 10 موعد مع الطبيب .. وثاني جرعة كيماوي ..

 ملحوظة هامة جداً :: العلاج في حالتي ليس بالضروري ينطبق على جميع الحالات .. فكل حالة لها طريقتها في العلاج ..
أخذنا المواعيد .. وخرجنا من العيادة .. متفائلة جدا .. بالرغم من قلقي بشأن فحص البت .. وأنا في السيارة .. افكر علينا الانتقال من الفندق .. قبل يوم الخميس .. بعد ذلك سأكون في وضع غير جيد لا يسمح بالانتقال .. لذلك علينا تأجير شقة بحد أقصى يوم الأربعاء ..
باختصار مريح .. وجدنا شقة مفروشة في عمارة في كريستال ستيي في شمال فريجنيا .. أي جنوب نهر البوتاميك .. فواشنطن دي سي شمالي النهر .. وولاية فريجينيا جنوبه .. الشقة جميلة غرفتين نوم وصالة حمامين .. ومطبخ .. ولكنها صغيرة .. بها كل ما نحتاج من كماليات .. وقعنا العقد لمدة ثلاثة أشهر قابلة التجديد شهريا .. بعد ذلك .. وسننتقل إليها يوم الأربعاء 10/10 ..
مشاعري وأحاسيسي مختلطة .. داخلي به قلق وأمل .. وثقة بالله العظيم .. إنها مرحلة اختبار سأنجح فيه بإذنه .. فكل أموري سهلها لي سبحانه وتعالى .. وأنا متوكلة عليه .. والحمد لله على كل حال ..


هكذا .. انتهيت من الجزء السادس .. قريباً الجزء السابع .. وبداية العلاج ..


 تحياتي وتقديري للجميع ..

 نور العيسى

 

 

 

Saturday, November 10, 2012

رحلة مع القدر .. الجزء الخامس


رحلة مع القدر .. الجزء الخامس
 ملاحظة هامة::
يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك
 ****
متابعيني الأعزاء .. اعلم جيداً أنني تأخرت عليكم في طرح الجزء الخامس .. واعتذر منكم جميعاً .. فظروفي الصحية لا تساعدني على الاستمرار في الكتابة والطرح بشكل منتظم .. كما ستبين لكم الأجزاء القادمة .. فتحملوني .. وأعدكم أنني سأحاول الطرح كلما أصبحت لدي القدرة على ذلك .. تحياتي وتقديري لصبركم ومتابعتكم ..
الأربعاء 3/10 إلى الجمعة 5/10/2012
مر هذين اليومين بشكل سريع .. فقرار السفر تم .. وكل مابقي هو تجهيزات ما قبل السفر .. كان علي استخراج التقارير اللازمة من المستشفى والشرائح والتصاوير .. تكفلت بهذه المهمة صديقة عزيزة هي طبيبة في مؤسسة حمد .. جزاها الله خير ..
قضيت هذين اليومين .. بشكل طبيعي .. أبعدت عن ذهني مسألة العلاج والمرض .. وزراتني العديد من الصديقات والأقارب .. تكلمنا في أمور الحياة الطبيعية .. تمنوا لي الشفاء والرجوع من السفر سالمة غانمة ..
إخوتي كلهم بدون استثناء .. متأثرين ولكنهم يحاولون التعامل مع الموقف بشكل عادي .. ومابين التشجيع والدعاء لي بالشفاء .. وإخفاء مشاعرهم .. كنت أرى القلق في أعينهم .. ولا أملك من الأمر شيء غير أنني ابتسم لهم واقول لهم .. هذا امتحان لي وإن شاء الله سأشفى ..
في مساء يوم الجمعة .. جاءني اتصال من المكتب الطبي بسفارة قطر في واشنطن .. مسؤولة من المكتب تم إحالة أوراقي لها لمتابعة علاجي .. عرفتني بنفسها ثم قالت أنه تم تأكيد موعدي مع الطبيب يوم الأثنين 8/10/2012 .. وتم إرسال الضمان المالي لعيادة الطبيب والمستشفى لتغطية مصاريف علاجي .. وسألتني عن موعد الوصول .. وأنه سيتم ترتيب من يستقبلني من المطار ويرافقني إلى الفندق عند وصولي إلى واشنطن .. وسألت أيضا ما إذا كنت قد رتبت حجز لي في فندق .. فأكدت لها ذلك .. ثم سألتني إذا احتاج مترجم يرافقني في مواعيدي .. فنفيت ذلك .. وانتهى الاتصال ..
هكذا كل أموري جاهزة ومستعدة للسفر ..
السبت 6/10/2012
كيف أنتي أيتها الحياة .. هل فهمتك على حقيقتك .. أم أن هناك المزيد من الأمور علي المرور بها حتى أفهمك .. تساؤلات وأفكار تدور في رأسي وعقلي .. كيف هو الأمس .. وكيف هو اليوم .. وكيف سيكون الغد .. هل سيتغير نمط حياتي كلها .. أم هي فقط مرحلة علي المرور بها وتجاوزها .. ليس قلق بقدر ما هو تفكير في القادم الغامض .. بالأمس كنت في عالم آخر .. ولم تمر علي فكرة من هذه الأفكار .. واليوم الوضع مختلف .. والحياة أخذت منحنى جديد معي .. لا اعلم خيره من شره .. ولكنني متأهبة للدفاع عن نفسي .. وسأتجاوزه إن شاء الله .. منصورة ومعافاة ..
في مقعد الطائرة .. اتفكر .. هذه بداية الرحلة .. لا أعرف ما طولها ولا كم ستستغرق .. ولا أعرف ما هي نهايتها .. وهل سأعود راضية غانمة سالمة أم لا ؟ ما هذا يانور .. ألم تضعي ثقتك بالله .. لا تفكري بهذه الطريقة .. لهذه الرحلة نهاية واحدة هي الشفاء التام بإذن الله وبفضله عليك .. لا تضعي لنفسك تصور ولا هدف غيره .. توكلي على الله فهو حسبك ..
ما بين نوم وجلوس وتفكير ودعاء .. سافرنا أنا وجهينة من الدوحة إلى واشنطن في رحلة مباشرة على الخطوط القطرية (حابة أجيب طاريها لأن في حالتي ما عندي مزاج أغير طيارات في مكان ما) استغرقت حوالي 14 ساعة .. كانت رحلة مريحة جداً .. والخدمة متميزة .. (دعاية حق القطرية والصراحة تستاهل) ..
 المهم وصلنا واشنطن .. وأكملنا إجراءات الخروج من المطار .. لقد استعديت لهذه الرحلة بشكل جيد .. لأنني اعلم علاجي سيستغرق وقت طويل .. أحضرت معي ما يكفي من الملابس الشتوية وكل ما احتاجه من الأشياء التي استخدمها بشكل يومي .. وفي السيارة من المطار إلى الفندق .. كنت افكر متى يا ترى سأستخدم هذا الطريق لأعود إلى الدوحة .. اشتقت للدوحة بمجرد أن اقلعت الطائرة منها ..
وأنا أتامل الأشجار على جانبي الطريق .. ألوان جميلة بين الأخضر والبرتقالي والماروني تكسو أوراقها .. فالوقت خريف .. وموسم تغير ألوان ورق الشجر ثم سقوطه .. فكرت كم أنت عجيب أيها الإنسان لا تقدّر قيمة الشيء حتى تفقده .. أو تبتعد عنه .. بالرغم من جمال الطبيعة هنا .. إلا إنني اشتقت للدوحة .. فجعلت ادعو ربي .. اجعل عودتي لها أفضل من مغادرتي لها ..
وصلنا الفندق .. لم يكن لي مزاج للخروج .. فالوقت ما زال نهارا .. وفرق الوقت سبع ساعات قبل التوقيت الشتوي مع الدوحة .. أي الدوحة تسبق واشنطن بسبع ساعات .. قررنا أن نرتاح في الفندق حتى اليوم التالي .. الصباح رباح ..
 الأحد 7/10/2012
 اتصلت صديقتي في الصباح .. واتفقنا على اللقاء .. فجاءت إلى الفندق لتأخذنا في جولة .. وكنت أريد شحن رقم جوالي الأمريكي .. وعليها تدبير هذه المهمة ..
صديقتي هي صديقة عمر .. مصرية .. تعرفت عليها عندما جئت أدرس للدكتوراه بجامعة جورج تاون بواشنطن دي سي في منتصف الثمانينات .. التحقت بقسم اللغويات حيث كنت أدرس .. فهي معيدة من جامعة الأزهر .. وعندما تخرجت أنا وحصلت الدكتوراه من الجامعة .. لم تكن هي انتهت من دراستها .. ولظروف شخصية استمرت في العيش واشنطن حتى اليوم ..
فكرنا نحن الثلاثة .. أن علينا البدء بالتفكير في البحث عن شقة مريحة للسكن خلال فترة علاجي .. فلا يعقل أن أقيم في فندق طوال هذه الفترة .. ولكن نحتاج أيضا أن نعرف ما هي الفترة الزمنية التي سيقررها لي الطبيب .. لهذا قررنا أن يكون البحث عن شقة جيدة يكون بعد زيارة الطبيب بعد أن نعرف مبدئيا مدة العلاج وحتى يكون العقد سليم قانونيا .. فهناك الكثير من الشركات التي تؤجر شقق مفروشة راقية المستوى بخدماتها في المنطقة ..
ولكن لم يمنع ذلك من المرور على ثلاثة أو أربعة أماكن بها شقق مفروشة .. لم يعجبنا أي منها .. وفي أحد البنايات أعطتنا إحدى موظفات الاستقبال .. رقم لسيدة متخصصة في توفير الشقق المفروشة للإيجار .. اتصلت بها وحددت لها طلبي .. وقالت سترد علي ..
أخذتني صديقتي لمحل تي - موبيل للهواتف النقالة .. شحنت هاتفي وكذلك جهينة .. واشتريت جهاز بشريحة تلفونية .. للانترنت .. هذا الجهاز يشغل خمسة أجهزة في ذات الوقت على النت .. باشتراك شهري .. ويحمل وكأنه هاتف جوال .. فلا اعلم ما إذا كانت الشقة التي سنؤجرها سيكون بها نت أم لا .. مجرد استعدادات ..
 بعد ذلك عدنا للفندق .. قررت أن استريح .. وأعد نفسي وأفكاري وأوراقي وأسئلتي للطبيب .. جهزت التقارير والشرائح والسي دي للتصاوير  .. فموعدي مع الطبيب غداً في تمام التاسعة صباحاً .. فصبر جميل وربي المستعان .. والحمدلله على كل شيء ..
إلى اللقاء في الجزء السادس .. قريبا جداً
تحياتي وتقديري ..
نور العيسى