Tuesday, November 12, 2013

النقد والانتقاد .. وجهة نظر شخصية ..




النقد والانتقاد .. وجهة نظر شخصية ..
النقد هو مفهوم يستخدمه الكثير لإبداء الرأي حول المواضيع والأشخاص .. وقد يكون هذا النقد سلبي أو إيجابي .. فهو سلبي عندما يعطي العيوب دون تقديم الحلول وهو ما يسمى بالنقد الهدام .. وهو إيجابي عندما يبين العيوب ويعطي الحلول ويطلق عليه نقد بناء .. ويصبح النقد انتقاد عندما يكون بغرض التعبير عن استياء شخصي دون سبب واضح أو عيب حقيقي .. أي لغرض التنكيل فقط لا غير ..
عند تقديم النقد في أو لشخص ما .. آرائنا شخصية .. وتعكس ما بدواخلنا وتفكيرنا .. فيخرج النقد بناء أو هدام أو انتقاد صارخ .. في هذه الحالة نحن لا نتكلم عن الشخص المُنتقد فقط بل نعكس شيئا عن شخصياتنا أيضا .. وأساليبنا هي الدليل .. فعند تقديم النقد أو الانتقاد .. راجع نفسك وانظر إلى كيف قدمت رأيك .. هل هو مفيد ومجدي أم هو مؤلم ومضر .. بل لا فائدة منه ..
في الواقع الكثير بل غالبية البشر لا يحبون أن ينتقدهم أحد ويعتبرونه شخصنة خارجة عن مهنية الموقف .. وفي عالمنا الحاضر .. أصبح النقد يندرج تحت أحد أنواع الشتائم المهذبة وغير المهذبة حسب قوته  ورد فعل من يوجه إليه .. والأسوأ من ذلك شعور الناقد فور انتهاءه من النقد .. البعض يفخر ويسعد بما أنجز .. والبعض يندم ويأسف ويؤنبه ضميره لما صدر منه .. وكأنما النقد الذي قدمه هو موجه لنفسه ..
ببساطة .. الحل للتخلص من هذه المشاعر .. ولتقديم نصح مجدي .. هو حسن انتقاء الكلمات .. بدلا من توجيه اللكمات .. قدم نقدك وأن كان حول أمر سلبي بطريقة إيجابية .. فتفيد غيرك ولن تغزوك مشاعر الندم .. التعبير والأسلوب يلعبان دور كبير في تفعيل النقد .. ورد الفعل عليه ..
هي وجهة نظر .. لما يدور حولنا وأمامنا في البيت والعمل والمجلس وحتى في تويتر وفيس بوك ..
 
تحياتي
 
نور العيسى
13/11/2013
 
 

Friday, November 8, 2013

من كتاب الحياة .. تعلمت ..


 
من كتاب الحياة .. تعلمت ..
 
كيوم عادي من أيام الجمعة .. استقبل هاتفي النقال العديد من رسائل الأدعية والتسابيح والتهئنة بيوم الجمعة .. لفتت نظري رسالة أرسلتها صديقة وأخت عزيزة تقول فيها ::
"كل شيء في هذه الدنيا إما أن يتركك أو أن تتركه .. إلا الله سبحانه وتعالى .. إن أقبلت إليه أغناك .. وإن تركته ناداك" وتلت ذلك بتسبيحات وأدعية جميلة ..
جعلتني هذه الرسالة افكر كثيراً .. كلماتها مؤثرة جداً .. وخاصة الجزء الخاص بالإنسان " إما أن يتركك أو أن تتركه" فهذه جزئية خاصة باختياراتنا كبشر .. فليس هناك أمر نحن مغصوبين على اختياره .. واتحدث هنا عن علاقاتنا بالناس .. ليس هناك ما يجبرنا على أن نتخذ من فلان صديقاً  مثلا ..
الحياة غنية بالمعارف وفقيرة في الأصدقاء للبعض .. والعكس للبعض الآخر .. وهي نسبة وتناسب للكثيرين .. وهناك من يعرف دائرة كبيرة من الناس ومن محيطه منهم المهمين له وغير المهمين له .. منهم ضروري بقاءه في حياته ومنهم الإستغناء عنه أسهل ما يكون حتى لو كانت هناك سنين عِشرة وتقدير واحترام ..
وهناك أيضا من يختزل حياته في أفراد قلة يعتبرهم أهم من في حياته ولا يستطيع الإستغناء عنهم .. النوع الأخير يتعرض لصدمات أكبر من النوع الأول .. لأنه قد يفآجأ بأن اختيارات من يعرفهم قد تغيرت .. وبالرغم من الاحترام والتقدير يسقط من حساباتهم ولا ضرورة لأن يبقى في حياتهم .. وتسقط العِشرة التي بنيت في ظروف الشدة والحزن والرخاء والمرض والحل والترحال .. ولا يعود لوجودهم معنى في حياة الآخرين .. فيتركونهم .. وعندما يسأل أو يستفسرالطرف المتروك عن هذا التغيير .. وأسباب الصد .. أو يعتب .. يأتي الرد جاهزا .. التغيير سُنة الحياة .. فكلنا نتغير .. والأمر عادي لماذا التعقيد .. بعد سنين من العِشرة والمعرفة .. يجدون أنفسهم لم يعودوا أصدقاء .. لأن الاختيار أسقطهم خارج دائرة المعارف .. ودخولهم فيها مرة أخرى يعتبر فرض النفس ..
عزة النفس والكرامة تمنع الوصل والتساؤل أكثر .. ويذهب كلٌ في طريقه .. فلكل انسان طاقة وقدرة تمنع طلب الوصل واحترام العشرة ..ويصبح ما هو اختيار لطرف هو فرض أو غصب على الطرف الآخر والعكس صحيح أيضا .. مع أن الطبيعي في حال أن العلاقات المبنية على تقدير واحترام يفترض أن تكون فيها الاختيارات مشتركة وليست فرض من طرف على آخر ..
لا افهم كيف يرخص أحدهم بالعشرة للبعض .. ومع ذلك اتفهم أنها ليس غصب عنهم .. وتبقى كلمات التقدير والود المتبادلة في الأنفس .. طرف سعيد انتهى من معرفة اثقلت عليه .. وطرف حزين لخسارة من يعز عليه ..
يقول احمد شوقي :
هجرت بعض احبتي طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي..
نعم اشتاق ،
ولكن وضعت ، كرامتي فوق اشتياقي ..
ارغب في وصلهم دوماً ولكن .. طريق الذل لا تهواه ساقي
كثير من الصدق في كلام الشاعر .. فماذا نفعل إذا قرروا الفراق .. الموضوع اختيار وليس غصب .. فمن يقرر أن لايصلك لا تستطيع إجباره على التواصل .. شعور الخذلان طبيعي .. خذلت نفسك .. وخذلك من تركك ..
** ** **
هذا من كتاب الحياة .. تعلمته من السنين والمعارف والأصدقاء والأحباء .. ولا اعلم إن كانت هذه هي الصفحة الأخيرة في الكتاب .. أم هناك صفحات ستليها .. فالسطور في هذه الصفحة انتهت .. وحان وقت قلبها ..
بالنسبة لي .. توكلت على الله وسأقلب الصفحة .. وأجرب الحياة بدون عِشرة من عرفت .. فربما ذلك خير لي .. وأنتم أيضا .. جربوا الحياة بدون من تركتم أو ترككم .. فلربما تكون أجمل ..
 
 
نور العيسى
8/11/2013
 


Friday, August 30, 2013

استغفر الله مائة مرة وعشرة ..





استغفر الله مائة  مرة وعشرة ..
كثيرا ما نسمع من كبارنا .. أعني أمهاتنا وآبائنا .. عبارة "استغفر الله" .. في خضم كثير من الحديث والسوالف والنقاش .. وخاصة عندما لا يروق لهم الحديث أو النقاش .. أو حتى التعجب منه .. وتفسير هذا الاستخدام في رأيي هو "اللهم صبرني .. أو أعطيني الصبر .. أو القدرة على تحمل ما يدور من نقاش أو حديث .."
الاستغفار دعاء مرغوب ومطلوب .. ومحاسنه كثيرة .. وجزاءه كبير .. أثناء فترة مرضي خلال العام الفائت .. لم اترك الاستغفار يوما .. فكنت كثيرة الاستغفار .. وطالبة للصبر والتحمل والرحمة من الله سبحانه وتعالى .. فمن دخل الإيمان قلبه .. لا يستطيع إلا وأن يستغفر الله .. كم اقول لنفسي .. أن غير المسلمين لا يعرفون نعمة الإسلام وتأثيرها على الإنسان .. واعذروني لأني أريد أن أسرد عليكم .. خبرة مررت بها أثناء تلقي العلاج الطبيعي بعد إجراء العملية الجراحية ..
بعد الجراحة اقترحت الطبيبة الجرّاحة أن انتظم في برنامج أسبوعي للعلاج الطبيعي بهدف منع تجمع السوائل في ساعدي الأيسر الذي أزيلت الغدد الليمفاوية المصرفة للسوائل .. وكان برنامج العلاج الطبيعي مقسم إلى أربعة أجزاء .. نصف ساعة لكل جزء .. النصف ساعة الأولى كانت للعلاج النفسي اسمه (ريكي) RiKi .. تليها نصف ساعة مساج للساعد .. ثم نصف ساعة تمارين للساعد .. والنصف ساعة الأخيرة مخصصة للتغذية وخطة الغذاء في فترة النقاهة .. البرنامج جيد .. ولكن تضاربت النصف ساعة الأولى مع إيماني وعقيدتي وعقلي وقناعاتي .. ولكنني في حاجة للساعة والنصف المتبقية من البرنامج ..
وأروي لكم ما حدث .. وكثيرا ما اضحك عنما اتذكر .. وأُسعد.. وأقول لنفسي  .. رب ضارة نافعة .. أدخلتني أخصائية الريكي في غرفة بها سرير .. وطلبت مني الإسترخاء عليه .. وأطفأت نور الغرفة .. وأوقدت بعض الشموع .. وأشغلت موسيقى هادئة .. وطلبت مني أن أضع كفي على بطني .. ثم طلبت أن أأخذ شهيق .. وزفير بتأني .. وعليّ أثناء الشهيق أن افكر في استنشاق أفكار إيجابية .. وأثناء الزفير عليّ إخراج الأفكار السلبية .. بالذمة ألا يستحق هذا الموقف الصبر .. أنا أريد بقية العلاج .. وما تريدني أخصائية الريكي أن أقوم به غير مقنع لي بتاتا .. تقول لي فكري المروج الخضراء .. وأنا لا أري إلا البر أمامي (ما يحتاج أوصف لكم البر).. وأخرجي الأفكار السوداء .. باختصار بغيت الصبر على هذه النصف ساعة  .. فاستبدلت خطتها بخطتي للصبر .. فقمت بالاستغفار أثناء الشهيق .. وبالحمد أثناء الزفير .. وقرأت ما تيسر من السور القصيرة .. ودعوت لوالدتي بالرحمة .. وهي تقول شهيق بصوت خافت وزفير breath in : breathe out.. وهكذا مرت النصف  ساعة .. وخرجت من الجلسة مرتاحة بالفعل .. فقد تحول الريكي .. إلى جلسة استغفار ودعاء ..
في كثير من المواقف .. تصبح أعصابنا مشدودة .. الاستغفار هو الحل .. استغفر الله وكررها في نفسك .. فهي تساعد على هدوء النفس .. وضعت لنفسي استراتيجية لساعات الغضب .. فاستغفر الله خمس مرات .. فإذا وجدت أن الغضب لا زال موجود .. أضفت خمس أخرى .. وهكذا حتى تخف حدته .. مع محاولة أخذ شهيق وزفير بتأني .. في الشهيق تدخل كمية أكبر من الأكسجين إلى الرئتين .. وفي الزفير تخرج كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون .. وجدت أن التأني في التنفس أثناء الاستغفار .. مريح جدا ..
الآن فهمت .. لماذا كان كبارنا يستغفرون كثيرا .. التأني في عملية التنفس .. يساعد على الصبر وفك الغضب وحل التأزم .. وفي عالمنا اليوم الكثير منا يحتاج ولأسباب مختلفة .. أن يستغفر الله مائة مرة  وأكثر في يومه ..
 
نور العيسى
30/8/2013
 
 


Friday, June 28, 2013

الثبات على المبدأ ..



 
الثبات على المبدأ ..
الكتابة في عصر الزحمة  فن .. فاختيار مواضيع للكتابة بها ليس بهذا الأمر السهل .. وخاصة إذا كان هناك من يتابع كتاباتك عن بعد أو عن كثب .. وربما أجبرتني ظروفي للابتعاد عن الكتابة لفترة طويلة .. وها أنا اليوم أعود لعالم الكتابة .. بموضوع عن المباديء التي يتبناها الإنسان ..
فالمباديء التي يضعها أي انسان لنفسه هي جزء من شخصيته وتركيبتها وثقافته ودينه ومجتمعه .. وهي ذات دور قوي في تثبيت قيمه وفكره وفلسفته .. ومن الجميل جداً أن يكون للانسان ضمن مبادئه عنصر الثبات عليه لأنه مقتنع به .. ولابأس أن يتغير المبدأ إذا اكتشف صاحبه أنه خطأ أو غير مفيد أو غير مجدي أو لا يصلح مع الواقع .. فالاقتناع بالآراء المختلفة للغير يؤدي إلى تعديل المباديء .. أو تغييرها .. أو ثباتها ..
الاقتناع بأن هذا الرأي أو ذاك صحيح .. يأتي من التمسك بفكر معين أو موقف معين .. مما يثبت المبدأ .. فعلى سبيل المثال .. لنفترض أنني مقتنعة بفساد مؤسسة ما .. جراء ما أراه من متضررين من منتسبيها أو الذين لهم علاقة بها يوما بعد يوم .. وأصبحت لدي قناعة بضرورة تغيير قيادتها للمصلحة العامة .. هذه القناعة جاءت من مبدأ عدم القبول بالضرر الوقع على شريحة كبيرة من الأفراد .. وهي قناعة ثابته ..
المباديء لدينا كبشر كثيرة .. وتختلف باختلاف هوياتنا وشخصياتنا وحتى عاداتنا وتقاليدنا وانتماءاتنا .. فقد نُطالب باحترام مباديء الغير ونطلب من الغير في المقابل احترام مبادئنا .. ولكن ما العمل إذا تضاربت مباديء الغير مع مبادئنا .. هل نحترمها .. أم نكتفي بعدم التدخل .. (وهو الغالب)؟
في قطر وفي دول الخليج عامة .. نطالب من هم ليسوا مسلمين أو عرب باحترام عاداتنا وتقاليدنا .. مثل عدم ارتداء الملابس غير اللائقة وعدم التصرف بتصرفات شائنة لا يقبلها المجتمع المحلي وغير ذلك .. ونجد الكثير من الأجانب ملتزمين بعدم خرق هذه المطالب .. وهذا الالتزام للكثير لا يأتي من فضيلة الاحترام بل يأتي من الخوف من خرق القانون الذي قد يترتب عليه كثير من الأمور قد تصل لمغادرة البلاد ..
وفي دول الغرب تحديدا .. والتي نزورها - نحن الخليجيين – كثيراً .. هناك عادات وأعراف نحترمها بجد .. وأخرى نلتزم بها لأننا لو لم نفعل سيطالنا القانون .. فنحترم الوقوف في الطابور وهذه عادة حميدة .. ولكن لانحترم اللباس الفاضح وخروج الأبناء عن سن 18 لسكن منفصل ولا نقبل التسكع في المراقص والبارات .. لكننا لا نتدخل لأن القانون في بلادهم يلزمنا بعدم التدخل .. وسكوتنا على ذلك لا يعني احترام لهذه العادات بل يعني التزام بحدود القانون ..
بيت القصيد .. العادات والتقاليد والأعراف تختلف في الدول العربية والمسلمة عن غيرها وهي مباديء لدى أفرادها .. والثبات عليها مبدأ لا يتجزأ من شخصياتنا .. فالغربي يلتزم بالقوانين التي تخص عاداتنا وتقاليدنا في بلادنا ليس لأنه يحترمها.. والعكس صحيح نحن أيضا لا نتدخل في عاداتهم  ليس لأننا نحترمها بل لأننا ملتزمون بالقانون ..
فمبدأ الاحترام متنوع مختلف جداً عن مبدأ الالتزام بالقانون .. ثباتي على مبدأ احترامي لعاداتنا وتقاليدنا يتضارب مع مبدأ احترامي لعادات الغرب والعكس صحيح .. ولكن في المكانين يحترم الأفراد القانون وهذا ثبات في المبدأ ..
همسة :: لا تقارن الخوف من طائلة القانون .. باحترام العادات والتقاليد ..
 
نور العيسى ..
28/6/2013


Friday, May 31, 2013

مدونات من قطر ..3

 
 
مدونات من قطر .. 3
 
مزيد من المدونات .. من قطر .. أضعها لكم اليوم .. بغرض المعرفة والمتعة والاستفادة والاستزادة منها ..

وقبل ذلك أضع رابط الجزء الأول من مدونات من قطر


و رابط الجزء الثاني من مدونات من قطر .. 2
 
 
 
مدونة :: قطر بارك
الكاتب :: سعود عبدالعزيز
**
مدونة :: سهلة آل سعد
الكاتبة :: سهلة آل سعد
**
مدونة :: حمد مجيغير
الكاتب :: حمد مجيغير
**
مدونة :: إف مشاعر
الكاتبة :: شيماء بنت بلادي
**
مدونة :: بورحمة
الكاتب :: محمد الكواري
**
مدونة : بنت سلطان
الكاتبة :: الدكتورة جهينة العيسى

bintsultan1.blogspot.com
**
مدونة :: عمار توك
الكاتب :: عمار
**
مدونة : فريدوم بيرد
الكاتبة :: حنان لافي
**
مدونة :: مداد القلم
الكاتبة :: مريم الخاطر
**
مدونة : بيالات شاي
الكاتبة :: عائشة العالي
**
مدونة :: عائشة عمران
الكاتبة :: عائشة الكواري
**
مدونة :: ماجد الأنصاري
الكاتب :: ماجد الأنصاري
**
مدونة :: زاوية الفكر
الكاتبة :: نورة الخاطر
**
مدونة :: أي سكون
الكاتبة :: سكون
**
**

أرجو لكم الفائدة ..


تحياتي 
 
نور العيسى
31/5/2013

Sunday, May 26, 2013

رحلة مع القدر .. الجزء الحادي عشر والأخير ..

 
 
 
رحلة مع القدر .. الجزء الحادي عشر

ملاحظة هامة::


يرجى عدم نقل أو نسخ أو إعادة نشر أي جزء من أجزاء "رحلة مع القدر " دون موافقتي الشخصية.. حتى لا تكون هناك إجراءات قانونية .. فالموضوع شخصي .. وتدوينه جاء بغرض الإفادة والمعلومات .. وفي حال الرغبة في ذلك يرجى التواصل معي بترك تعليق حول ذلك
 
 
الحمدلله كثيرا ..
وصلت لنهاية العلاج .. في المرحلة الأخيرة .. أكرمني ربي شفاني وعافاني .. لقد أخذت المسار الصحيح .. فلقد وضعت ثقتي الكاملة بالله .. كنت على قناعة تامة بأن الله سيشفيني .. وأخرج من هذه الرحلة منصورة بإذنه ..
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
تمسكت وأتمسك بهذا الدعاء .. فالمرض ابتلاء من الله .. واختبار للصبر والإيمان .. والمعاناة والألم في المرض لهم أجرهم من الله سبحانه وتعالى ..
اعتراف::
خبرتي السابقة من أقربائي .. من أصابهم هذا المرض ومروا به جعلتني أقول .. أنني لا أهاب السرطان (وهنا أنا من الظالمين) .. ولكن ليس لي طِول على تحمل مراحل علاجه (وهنا أنا أيضا من الظالمين) .. وكأنما اتنبأ لنفسي بإصابتي به .. ظلمت نفسي عندما قلت لا أهاب المرض .. ولكن بعد إصابتي به بالإيمان والرضا والقناعة تحملته .. وثقتي بالله وأن الشفاء من عنده .. وأنه سيمن علي به .. لم تضعف يوماً أثناء فترة العلاج رغم صعوبة مراحلة وشدتها .. وخاصة مرحلة العلاج الكيماوي .. فلم أفقد ثقتي به .. وعبارة "الحمدلله" لم تفارق لساني حتي اليوم ..
والحمدلله كثيرا .. والشكر لله والفضل والمنة ..
عندما قدمت إلى واشنطن كان ذلك في فصل الخريف أكتوبر 2012 .. وكانت ألوان أوراق الشجر جميلة ومتفاوتة بين الأخضر والأحمر والبرتقالي والأصفر .. وكنت اتساءل كيف سيكون لون الشجر عند عودتي إلى الدوحة ؟؟وهل ستكون عودتي أفضل من قدومي إلى واشنطن ..
استغرق علاجي ثمانية أشهر تقريباً .. شاهدت فيها ثلاثة فصول الخريف والشتاء والربيع .. شاهدت فيها تلون أوراق الشجر وسقوطه .. وعودته بنضارة على نفس الشجر ..
عجيب أمر أوراق الشجر في هذه المنطقة وتزامن دورة حياته مع مرضي .. من تلون الورق وضعفه ثم سقوطه عودته في شكل أوراق مزهرة باللونين الأبيض والوردي لتتحول إلى اللون الأخضر اليانع ..
في فصل الخريف عندما تلونت أوراق الشجر وبدأت تتساقط وجاء البرد .. فآجائني المرض فدخلت في المرحلة الأولى من العلاج فترة العلاج الكيماوي .. فبدأت بالتعب وبدأ شعررأسي بالسقوط واسودت أظافري ..
وفي فصل الشتاء .. عندما سقطت أوراق الشجر وأصبحت الأشجار عارية من أوراقها .. وزاد البرد والثلج والمطر .. ومع تراكم العلاج الكيماوي في جسدي .. كنت مرهقة وتعبة .. واحتاج لنقل دم ما بين الفترة والأخرى .. وفقدت الكثير من وزني وهزلت صحتي .. وقمت بإجراء العملية الجراحية بنهايته ..
أما في بداية فصل الربيع .. عندما بدأت الأشجار تستعيد أوراقها في هيئة زهور بيضاء ووردية الألوان .. لتتحول إلى أوراق خضراء رائعة ..بدأت أنا استعيد قوتي وصحتي .. وبدأ نشاطي يتحسن يوم بعد يوم مع بقي وزني منخفض نوعاً ما ..
ربي .. لك الحمد والشكر والثناء والفضل ..
كان العلاج بالإشعاع هو المرحلة الأخيرة من خطة علاجي من هذا المرض .. كمرحلة وقائية بعدما أثبتت التحاليل بعد العملية الجراحية لإزالة الأورام المصابة .. أنني أصبحت خالية من المرض .. فالعلاج الإشعاعي هو الصفحة الأخيرة من صفحات العلاج الثلاث .. لأنه يقضى على أي خلايا سرطانية ميكروسكوبية لم يطالها العلاج في المرحلتين السابقتين في حالة احتمال وجودها ..
قررت لي طبيبة الإشعاع المختصة بعد استشارة الطبيب المعالج والطبيبة الجراحة ثلاثين جلسة إشعاع ..آخر خمسة منها تكون مكثفة .. وذلك بنظام خمسة جلسات في الأسبوع .. أي لمدة ستة أسابيع ..
يسلط الإشعاع من ثلاث اتجاهات موازية للمنطقة المصابة .. والسبب في ذلك هو أن الإصابة في الجهة اليسرى من الجسم .. فالإشعاع الموازي هدفه عدم وصوله للقلب .. حذرتني الطبيبة باحتمال حدوث حروق سطحية بالمنطقة التي يسلط عليها الإشعاع .. وبالرغم من حدوث ذلك .. فالعلاج بالمراهم والكريمات يساعد على تحملها ..
مرت هذه الفترة بسلام .. فصحتي بدأت تتحسن .. وبدأت اتناول الطعام بشكل أفضل .. فبنهاية شهر أبريل كنت فقدت 10كيلوجرامات من وزني .. بسبب الوهن والتعب من العلاج الكيماوي ..
أخذت الجلسات يومياً فيما عدا يومي السبت والأحد من الأسبوع .. فبدأت يوم 9/4/2013 وكانت آخر جلسة بتاريخ 21/5/2013 .. أتممت الثلاثين جلسة  والحمدلله .. بمراجعة الطبيبة قالت لي من المفترض أن الخلايا السرطانية الميكروسكوبية .. إن وجدت في هذه المنطقة .. قد اختفت ..
بعد انتهاء المرحلة الأخيرة من علاجي .. كتب لي الطبيب المعالج حبوب علي أخذها لمدة خمس سنوات قادمة .. وعلى مراجعة الأطباء الثلاثة بعد ثلاثة أشهر من انتهاء العلاج .. وبعد ذلك ستكون المراجعة بشكل دوري كل ستة أشهر ..
وصلت لنهاية الرحلة .. لقد أكرمني رب العالمين بالشفاء من المرض .. فالحمدلله كثيرا ..
اليوم أنا في الدوحة .. وصلت مساء الخميس الماضي ..
هادئة .. فرِحة .. راضية .. واثقة ..
تحياتي لكم جميعاً شاكرة لكم صبركم على متابعة رحلتي مع القدر ..
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
نور االعيسى
27/5/2013