Tuesday, November 12, 2013

النقد والانتقاد .. وجهة نظر شخصية ..




النقد والانتقاد .. وجهة نظر شخصية ..
النقد هو مفهوم يستخدمه الكثير لإبداء الرأي حول المواضيع والأشخاص .. وقد يكون هذا النقد سلبي أو إيجابي .. فهو سلبي عندما يعطي العيوب دون تقديم الحلول وهو ما يسمى بالنقد الهدام .. وهو إيجابي عندما يبين العيوب ويعطي الحلول ويطلق عليه نقد بناء .. ويصبح النقد انتقاد عندما يكون بغرض التعبير عن استياء شخصي دون سبب واضح أو عيب حقيقي .. أي لغرض التنكيل فقط لا غير ..
عند تقديم النقد في أو لشخص ما .. آرائنا شخصية .. وتعكس ما بدواخلنا وتفكيرنا .. فيخرج النقد بناء أو هدام أو انتقاد صارخ .. في هذه الحالة نحن لا نتكلم عن الشخص المُنتقد فقط بل نعكس شيئا عن شخصياتنا أيضا .. وأساليبنا هي الدليل .. فعند تقديم النقد أو الانتقاد .. راجع نفسك وانظر إلى كيف قدمت رأيك .. هل هو مفيد ومجدي أم هو مؤلم ومضر .. بل لا فائدة منه ..
في الواقع الكثير بل غالبية البشر لا يحبون أن ينتقدهم أحد ويعتبرونه شخصنة خارجة عن مهنية الموقف .. وفي عالمنا الحاضر .. أصبح النقد يندرج تحت أحد أنواع الشتائم المهذبة وغير المهذبة حسب قوته  ورد فعل من يوجه إليه .. والأسوأ من ذلك شعور الناقد فور انتهاءه من النقد .. البعض يفخر ويسعد بما أنجز .. والبعض يندم ويأسف ويؤنبه ضميره لما صدر منه .. وكأنما النقد الذي قدمه هو موجه لنفسه ..
ببساطة .. الحل للتخلص من هذه المشاعر .. ولتقديم نصح مجدي .. هو حسن انتقاء الكلمات .. بدلا من توجيه اللكمات .. قدم نقدك وأن كان حول أمر سلبي بطريقة إيجابية .. فتفيد غيرك ولن تغزوك مشاعر الندم .. التعبير والأسلوب يلعبان دور كبير في تفعيل النقد .. ورد الفعل عليه ..
هي وجهة نظر .. لما يدور حولنا وأمامنا في البيت والعمل والمجلس وحتى في تويتر وفيس بوك ..
 
تحياتي
 
نور العيسى
13/11/2013
 
 

Friday, November 8, 2013

من كتاب الحياة .. تعلمت ..


 
من كتاب الحياة .. تعلمت ..
 
كيوم عادي من أيام الجمعة .. استقبل هاتفي النقال العديد من رسائل الأدعية والتسابيح والتهئنة بيوم الجمعة .. لفتت نظري رسالة أرسلتها صديقة وأخت عزيزة تقول فيها ::
"كل شيء في هذه الدنيا إما أن يتركك أو أن تتركه .. إلا الله سبحانه وتعالى .. إن أقبلت إليه أغناك .. وإن تركته ناداك" وتلت ذلك بتسبيحات وأدعية جميلة ..
جعلتني هذه الرسالة افكر كثيراً .. كلماتها مؤثرة جداً .. وخاصة الجزء الخاص بالإنسان " إما أن يتركك أو أن تتركه" فهذه جزئية خاصة باختياراتنا كبشر .. فليس هناك أمر نحن مغصوبين على اختياره .. واتحدث هنا عن علاقاتنا بالناس .. ليس هناك ما يجبرنا على أن نتخذ من فلان صديقاً  مثلا ..
الحياة غنية بالمعارف وفقيرة في الأصدقاء للبعض .. والعكس للبعض الآخر .. وهي نسبة وتناسب للكثيرين .. وهناك من يعرف دائرة كبيرة من الناس ومن محيطه منهم المهمين له وغير المهمين له .. منهم ضروري بقاءه في حياته ومنهم الإستغناء عنه أسهل ما يكون حتى لو كانت هناك سنين عِشرة وتقدير واحترام ..
وهناك أيضا من يختزل حياته في أفراد قلة يعتبرهم أهم من في حياته ولا يستطيع الإستغناء عنهم .. النوع الأخير يتعرض لصدمات أكبر من النوع الأول .. لأنه قد يفآجأ بأن اختيارات من يعرفهم قد تغيرت .. وبالرغم من الاحترام والتقدير يسقط من حساباتهم ولا ضرورة لأن يبقى في حياتهم .. وتسقط العِشرة التي بنيت في ظروف الشدة والحزن والرخاء والمرض والحل والترحال .. ولا يعود لوجودهم معنى في حياة الآخرين .. فيتركونهم .. وعندما يسأل أو يستفسرالطرف المتروك عن هذا التغيير .. وأسباب الصد .. أو يعتب .. يأتي الرد جاهزا .. التغيير سُنة الحياة .. فكلنا نتغير .. والأمر عادي لماذا التعقيد .. بعد سنين من العِشرة والمعرفة .. يجدون أنفسهم لم يعودوا أصدقاء .. لأن الاختيار أسقطهم خارج دائرة المعارف .. ودخولهم فيها مرة أخرى يعتبر فرض النفس ..
عزة النفس والكرامة تمنع الوصل والتساؤل أكثر .. ويذهب كلٌ في طريقه .. فلكل انسان طاقة وقدرة تمنع طلب الوصل واحترام العشرة ..ويصبح ما هو اختيار لطرف هو فرض أو غصب على الطرف الآخر والعكس صحيح أيضا .. مع أن الطبيعي في حال أن العلاقات المبنية على تقدير واحترام يفترض أن تكون فيها الاختيارات مشتركة وليست فرض من طرف على آخر ..
لا افهم كيف يرخص أحدهم بالعشرة للبعض .. ومع ذلك اتفهم أنها ليس غصب عنهم .. وتبقى كلمات التقدير والود المتبادلة في الأنفس .. طرف سعيد انتهى من معرفة اثقلت عليه .. وطرف حزين لخسارة من يعز عليه ..
يقول احمد شوقي :
هجرت بعض احبتي طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي..
نعم اشتاق ،
ولكن وضعت ، كرامتي فوق اشتياقي ..
ارغب في وصلهم دوماً ولكن .. طريق الذل لا تهواه ساقي
كثير من الصدق في كلام الشاعر .. فماذا نفعل إذا قرروا الفراق .. الموضوع اختيار وليس غصب .. فمن يقرر أن لايصلك لا تستطيع إجباره على التواصل .. شعور الخذلان طبيعي .. خذلت نفسك .. وخذلك من تركك ..
** ** **
هذا من كتاب الحياة .. تعلمته من السنين والمعارف والأصدقاء والأحباء .. ولا اعلم إن كانت هذه هي الصفحة الأخيرة في الكتاب .. أم هناك صفحات ستليها .. فالسطور في هذه الصفحة انتهت .. وحان وقت قلبها ..
بالنسبة لي .. توكلت على الله وسأقلب الصفحة .. وأجرب الحياة بدون عِشرة من عرفت .. فربما ذلك خير لي .. وأنتم أيضا .. جربوا الحياة بدون من تركتم أو ترككم .. فلربما تكون أجمل ..
 
 
نور العيسى
8/11/2013