Sunday, June 14, 2009

حرية التعبير .. وحرية الرأي



حرية التعبير .. وحرية الرأي


عندما جاء مجلس الشورى باقتراح لفرض عقوبات قانونية على من يسيء لقطر إعلامياً .. فهو أمر لم يأتي من فراغ .. فتمادي البعض ممن يعملون في الإعلام والصحافة في الانتقادات التي تضر بمصلحة قطر أمر .. والأمر الآخر الذي يدعو للتفكر ..هو الكتابة في الجرائد والصحف المحلية وغير المحلية بأساليب كتابية هابطة المستوى .. واستخدام كلمات لا ترقى بمستوى إعلاميين وصحفيين يمثلون قطر بانتماءاتهم .. في مواضيع تسيء إلى قطر حتى لو بحسن النية
 
وقد لا ننسى .. كيف أُلجمت ألسنتا في أفواهنا .. عند قراءة بعض المقالات التي تراشق فيها صحفيي الجرائد القطرية في عواميدهم بعضهم البعض .. لمجرد أن حرية التعبير متاحة ..
 
حرية التعبير .. من فرد قطري .. في إعلام عام .. تمثل القطريين في كل مكان .. فالقطري المتحدث إعلاميا يمثل القطريين .. والكاتب القطري .. يمثل الفكر القطري .. فلا يجوز تحت غطاء "حرية التعبير" .. أن تكون المقالات في الجرائد تصفية حسابات لآراء يحملها أصحابها .. دون الأخذ في الاعتبار .. أن هذه الحسابات في تعابيرها .. هي اختراق لحرية رأي الشخص القطري .. فتظهره بمظهر مشين لجميع من يقرأ هذه المقالات..
 
من أهم حقوق الإنسان التي أصرت ونصت عليها قرارات الأمم المتحدة ..هي "حرية التعبير" .. فلا خلاف لدى أي شخص له منطق متزن .. أن حرية التعبير هي حق من حقوقه .. كما هي حرية الرأي .. والاثنان مختلفان ..
 
فحرية التعبير .. هي أن تقول كلام يمس الواقع دون المساس بحريات الآخرين .. بينما حرية الرأي .. أن تملك فكر اتجاه قضية معينة .. تراه إيجابيا أو سلبيا .. أو ما بينهما ..
حرية التعبير .. هي مُركب من قوانين مسلم بها .. ربما تكون مؤطرة في شخصية الفرد بالدين والتقاليد والعادات وماهو مقبول وما غير مقبول .. بينما حرية الرأي .. أن يكون لك رأيا ضد أو مع موضوع ما .. بناءً على ماتراه صالح أو غير صالح .. ويدخل فيه بالطبع تركيبتك الشخصية من خبرة ومعلومات ..

حرية التعبير .. هي أن تستطيع أن تبدي رأيك مهما كان إيجابيا أوسلبيا اتجاه قضية أو موضوع بدون تطرف وبموضوعية .. ودون استخدام مصطلحات التحقير والإهانة للغير .. فهي الاحترام الشخصي لما يصدر من نفسك من كلام .. وهي احترام الذات واحترام الغير ..

حرية التعبير .. لا تعني أن رأيك دوماً هو الصواب .. ولاتعني أيضا الحق في الإساءة للغير .. واعتبار ذلك أمر موضوعي ..
 
من الجميل .. أن نستطيع .. أن نعبر عن دواخلنا وآراءنا .. بطريقة ما .. قد تكون بالكتابة .. أو بالموسيقى .. أو بالرسم .. أو بأي عمل مفيد وجيد ..
فلو أخذنا .. مثال عن حرية التعبير من خلال الرسم .. لوردة أو زهرة .. رُسمت بجمال وإتقان بألوان خلابة .. فهذه حرية تعبير .. من يراها ليس بالضرورة يعجب بها .. ولكن قد يقدّر المجهود المبذول فيها .. وقد تدعوه للتفكر والتأمل .. بدون انطباع سيء عن الرسام ولا انطباع مسيء عن الوردة ..

ولو أخذنا .. وردة رُسمت باللون الأسود ممزعة الأطراف لها خلفية فاقعة .. ويتناولها القبح من جانب .. فهذه أيضا حرية تعبير .. تمثل رأي صاحبها الذي لا يتعلق بحقيقة الورود .. فمن يراها سيأخذ في الغالب انطباع سلبي عن الرسام .. وكيف أساء لشكل الوردة .. ليعبر عن رأي سلبي في واقع الحياة .. باعطاءه شكل سلبي للوردة ..
 
كذلك الكتابة .. حرية التعبير فيها .. تتعلق بحرية الرأي .. ولكنهما ليسا واحد .. فالتعبير في الكتابة يجب أن يمس الواقع والحقيقة بموضوعية
وبدون تجريح .. وبذلك تصل –أي حرية التعبير - للقاريء بسلاسة .. وإذا أخذت شكل متجني ولا يلامس الواقع .. فانطباع القاريء لا يكون طيب عن رأي الكاتب ..
نعم .. هناك إيجابيات وهناك سلبيات في الحياة .. والكاتب الجيد يجب أن يتعرض للجانبين في كتاباته .. بموضوعية وفي حدود الأدب وعدم التجني والإساءة للغير ..
الكتابة بأسلوب راقي وممتع ليس في الإيجاب ولكن أيضا في السلب مطلوب ..
والكتابة بأسلوب هابط وسوقي ومتجني غير محبوب ..
 
وأخيراً .. ليترفق بنا .. كٌتابنا وإعلامينا .. فيما يكتبون تحت مسمى حرية التعبير ..
فليس من العدل أن نتلقى مقالات تمثلنا ولا ترقى بنا ..
وليس من العدل .. أن يتلقى قراءنا الصغار .. مفهوم حرية التعبير بطريقة غير سوية وخاطئة ..

ودمتم بود

بنت سيف
نور العيسى
14/6/2009

7 comments:

  1. عبالي هالشي بس عندنا بالكويت
    طلع بقطر بعد
    شكل الاقطار العربيه كلها شاااربه من بير واحد

    ReplyDelete
  2. هلا عفره ..

    الظاهر إنه في كل مكان ..

    الفكرة .. هي إن الشخص حر برأيه .. لكن لازم يحترم القاريء في تعبيره ..

    تسلمين على المرور

    تحياتي

    بنت سيف

    ReplyDelete
  3. السلام عليكم

    شخصياً أقف ضد الشخصنة وفي الآن ذاته أقف ضد تعميم مجلس الشورى الأمر لأنه اطلق الرصاص في كل اتجاه ولم يستثن أحدا

    تشرفت بالمرور بمدونتك أختي المميزة بنت سيف

    أخوك
    أبو محمد

    ReplyDelete
  4. أخي الفاضل .. عبدالله العذبة

    أسعدني وشرفني .. مرورك بمدونتي ..

    مجلس الشورى هو مجلس استشاري .. كما تعلم .. وقرارته قد يؤخذ بها وقد لا يؤخذ بها ..

    في اعتقادي .. تراشق الصحفيين بكلمات غير لائقة (من باب الظرف) أمر غير مدروس في انعكاساته على القراء بشكل عام .. وتمثيل سيء للقطريين بشكل خاص ..

    أما عن التعرض لأمور داخلية في المجتمع .. فهو بالطبع أمر مهم .. ومطلوب ومرغوب .. لكن بعقلانية وبكتابة تخدم القضايا وتفعلها إيجابيا .. وليس بطريقة نشر الغسيل واعتبار ذلك سبق صحفي ..

    في كثير من القضايا ..الداخلية .. يجب أن توضع مقترحات للحلول .. وليس فقط عرض اي قضية بأسلوب كتابة قوي و مستفز .. كما أنه في كثير من المقالات المنشورة في الجرائد .. معلومات ناقصة أو غير صحيحة .. فهل حرية التعبير تجيز في هذه الحالة تجريج وإهانة كاتبها .. كائن من كان..

    واقتراح مجلس الشورى .. ربما جاء كردة فعل لتدهور أقلام كتابنا في صحفنا وخارجها بما بالفعل يسيء لقطر .. ولست اكتب هذا لأني من مؤيدي القرار .. فأنا أجد القرار قاسي جداً .. ولكن تعبيري عن ذلك لن يأتي في صورة استهزاء وتكبر .. لأن رأيي مخالف لمقترح مجلس الشورى .. وذلك لسببين .. الأول .. احترامي لذاتي وقرائي فهم لهم حقوق علي ..
    والثاني .. لأن اختلاف رأيي أو وجهة نظري لا يعني تجريح وإهانة الطرف الآخر ..

    هذه قناعاتي .. قد أكون مصيبة فيها .. وقد أكون مخطئة .. وفي كلتا الحالتين .. ليس هناك تجريح ولا إهانه .. إنما تعبير عن وجهة نظر ..

    أرجو أن أكون قد أوضحت لك ما يدور في ذهني

    واشكرك مرة أخرى على مرورك .. وتقبل تحياتي واحترامي

    بنت سيف

    ReplyDelete
  5. أختي الفاضلة بنت سيف الموقرة

    كتب بعض الكتاب رأيهم في قضية ما عندما منعوا من الكتابة في الداخل وأنا لا أوافق على الكتابة في الخارج وهذه هي قناعتي

    كنت مع إعلامي مخضرم معروف على مستوى قطر وقريب جداً جداً من صناع القرار وأبدى استياءه من عدم احتواء بعض الكتاب في الصحافة القطرية لأن هذا هو فعلاً ما يسئ لتوجه القيادة التي تدعم حرية الرأي والتعبير كما أن هذا الأمر يرسل رسالة خاطئة عن هامش حرية التعبير المتاحة في قطر وقال لو كنت رئيس تحرير صحيفة الآن لقدمت صحافة مختلفة واحتويت أهل قطر كلهم في صحيفة أرأسها

    كما أن لدينا قانون بال للطباعة والنشر يعود إلى عام 1979 ونحن في عام 2009 الآن

    متى بدأ التراشق الصحافي بين الكتاب؟

    بدأ عندما تعرض أحدهم على مواطنة الآخرين وطعن فيها
    ثم لحقها من لحقه من الأقلام القطرية على نفس النهج والمنوال

    ومن هنا كان لا بد من أن يفهم الجميع بأن مواطنة الآخرين ليس عرضة للمساءلة في الصحافة أو غيرها فهي كالإيمان ولا يعلمها إلا الله ولنا الظاهر ويتولى الله السرائر

    ولم يتم الطعن في وطنية من هاجموا الآخرين لأننا نراهم مواطنين ويحبون قطر ولا يجوز أن نعيب عليهم الطعن في مواطنة غيرهم ونقوم نحن بممارسة نفس الدور مع أن هذا الأمر في غاية السهولة ولكن تأباه النفس الشريفة العزيزة

    شخصياً أعتقد أنه ينبغي أن يكون للصحافة القطرية ميثاق شرف مكتوب يُعد من خلال السماح بإيجاد جمعية للصحافيين القطريين

    ميثاق الشرف هذا يجب أن يوضح للجميع بطريقة لا لبس فيها أن مناقشة مواطنة الآخرين في المقالات أمر لا يجوز البتة حتى لا ننزلق في مستنقع خطير يصنف الكتاب بوطنيين أو غير وطنيين

    ميثاق الشرف هذا يجب أن يؤكد على الموضوعية في الطرح والابتعاد عن التجريح والاحتقار والانتقاص من الآخرين بأي شكل من الأشكال

    ميثاق الشرف هذا يجب أن يحمي الكتاب والصحافيين من التعسف في استخدام الحق من قبل رؤساء التحرير أو من في مقامهم

    نعود لحال الصحافة وتطلعات القيادة

    أختي العزيزة عندما تنظرين لواقع مجتمعك القطري ستجدين أن كل شيء فيه تطور

    التعليم ومخرجاته
    ثقافة المجتمع
    الإنترنت والفضاءات المفتوحة
    الانفتاح السياسي من قبل القيادة

    ولكن ولكن هل تطور واقعنا الإعلامي القطري وصحافته؟

    لقد أبدى الكثير من كبار المسئولين في الدولة استياءهم من عدم استغلال هامش الحرية الممنوح من قبل سمو الأمير للصحافة
    وهذا ما سمعته بنفسي

    انظري إلى حالات المؤسسات الإعلامية الرسمية، هل تطورت منذ عام 1995 حتى الآن؟

    هناك فجوة كبيرة واضحة للعيان بين المجتمع وبين ما يقدمه الإعلام المحلي المسموع والمقروء والمطبوع لأنه لم يستطع مواكبة كل هذه التطورات الرائعة في الدولة
    على الصعيد السياسي والقانوني والثقافي ومستوى التعليم وتنوع مشارب المواطنين الثقافية

    تطرقتي إلى نقطة هامة ألا وهي يجب أن يتم وضع الحلول من قبل الكتاب وهذا من وجهة نظري أمر غير دقيق دائما

    لأن من يجب أن يضع الحلول هو الجهاز التنفيذي الذي يقوم بالتخطيط والتنفيذ لمعالجة هذا المشاكل

    أليس في الجهاز التنفيذي مفكرين وخبراء لمعالجة ما يتم طرحه؟

    على سبيل المثال تطرقت إلى أمور كانت في مسودة قانون الموارد البشرية قبل إقراره عندما كان في دهاليز مجلس الشورى وتمت دراسة النقاط التي تطرقت لها وتم تلافي بعضها قي القانون الذي أقره سمو الأمير حفظه الله

    نعاني من مشكلة عدم الشفافية لأن الكثير من القوانين لا يتم التطرق لها في الصحافة وتقر وبعد ذلك يجدون فيها الكثير من الأخطاء والتي كان يمكن تلافيها لو تم عرضها في الصحافة لكي يتم تشريحها وتسليط الضوء على مثالبها

    هذا أفضل من أن يعدل القانون 5 أو 4 مرات خلال 3 سنوات أو أقل من ذلك

    كل ما نبحث عنه هو الشفافية وقناة تواصل مع الجهاز التنفيذي ممثلا في الحكومة في ظل غياب مجلس الشورى المنتخب لنعرض وجهات نظرنا ولا نجبرهم عليها القرار الأخير لهم وحدهم

    وآسف على الإطالة

    ReplyDelete
  6. الأخ الفاضل .. عبدالله العذبة ..


    بصرف النظر عن منع الصحفيين في النشر في قطر ..

    الصحفي المتمكن من التعبير .. يمكنه التعبير عن رأيه حتى لو كان مخالفا .. بطريقة إيجابية ..
    ولكن إذا استمر الهجوم بطريقة مجحفة من الكاتب .. وبوجهة نظر شخصية .. قد تغيب عنها كثير من الحقائق .. تصبح كتابته متحيزة وغير موضوعية ..

    لا يعني أن تكون صحفي .. أن رأيك هو الصواب دوماً .. والكثير من الصحفيين لا يصدقون ذلك .. فكأن الصحفي انسان كامل .. والكمال لله وحده .. فعامل الخطأ وارد .. كذلك التعبير .. لا يصح التعبير بأسلوب ساخر وتهمكي في قضايا داخلية ومجتمعية .. وأضف إلى ذلك إذا جاء رأي الكاتب في غير محلة أو خطأ وتحت مسمى حرية التعبير استخدم أسلوب غير لائق في التعبير عنه ..

    أما الطعن في المواطنة .. فهو أمر كبير جداً .. ولهذا أجد رأيك في إيجاد ميثاق لشرف المهنة ينص على بنود أساسية تدخل فيها المواطنة .. أمر مفيد وإيجابي .. اتفق معك جداً


    التطوير لازم ومطلوب في كل المستويات .. وأتمنى أن يكون هناك دعم للتطوير الإعلامي والصحفي الطيب .. دون تعسف أو إساءة لكُتابنا وإعلاميينا في قطر

    شاكرة لك التجاوب مع الموضوع


    بنت سيف

    ReplyDelete
  7. صدقتي
    شكرا لكي على هذا الموضوع الجميل المفيد

    ReplyDelete