Sunday, February 14, 2010

احتضار ..




احتضار ..
الاحتضار مرحلة تسبق الوفاة أو الموت .. أو مرحلة ما قبل النهاية ..
من السهل جداً أن نعرف الكثير من الناس .. فهناك الكثير من من هم حولنا نعرفهم جيداً أو قليلاً .. فنحن نعرفهم .. ولكن كم من الذين نعرفهم هم .. رفاق أو أصحاب أو أحباء ..
تكوين رفقة أو صحبة أو محبة .. ليس بالأمر السهل أو اليسير أو المتاح في كل الأوقات والأزمان أو في مراحل العمر المختلفة ..
تركيبة كل شخصية نعرفها تختلف ..عن غيرها ..
وبعدد الرفاق والأصحاب والأحباب .. لكل منا .. ماتزال شخصية كل منهم مختلفة ..
وما يجعل شخص ما رفيق أو صديق أو حبيب .. هو نوع من الانسجام .. الفكري والعقلي والعمري والروحي ..
فكلُ له تركيبته التي يمكن تندمج بشكل ما مع شخص آخر يكون رفيق أو صديق أو حبيب له..
هناك الصديق .. وهناك الرفيق .. وهناك الحبيب ..
منهم الموجود حولك دائما ..
ومنهم من هو البعيد بالمكان والقريب إلى الروح ..
وأمر النفس مع من تنسجم من رفيق أو قريب أو حبيب .. موضوع شرحه صعب ..
لأن طبيعة العلاقة وظروف إقامتها تحكم نشأتها وقوتها وأهميتها لكل منا ..
وفي كل رفقة وصحبة ومحبة .. هناك طرفان تستمر العلاقة برضاهما ..
يغذيها الفكر والروح الطيبة .. والمتعة .. والندية في التعامل .. المصداقية والاحترام .. كذلك الخير والشر وحتى اختلاف الذوق ..
والحاجة لوجود رفيق لها سبب .. على أن يكون هذا الرفيق ..
له الثقل الذي يعطي معنى للوجود بدل العدم .. وربما ينظر لذلك على أنه مصلحة شخصية ..
ولكنني انظر إليه على أنه حاجة ..
ومن عوامل احتضار الرفقة أو الصحبة أو المحبة .. أو عدم استمرارها ..
فقد أحد الطرفين تغذية هذه العلاقة .. والشعور بعدم الحاجة للاخر ..
ولا اقصد الحاجة المادية .. ولكن الحاجة المعنوية والنفسية والضرورية للعيش في مجتمع مقابل العيش وحيد ..
وبدون قصد أو تخطيط يصبح هناك اتفاق ضمني وغير معلن بين طرفي الرفقة لتستمر وتدوم ..
ومن الطبيعي أن تؤدي بعض الأسباب لاستمرار الرفقة والصحبة .. تدعمها وتقويها ..
وعادة تكون متبادلة وليست مفروضة من طرف على الآخر ..
وأسباب أخرى تؤدي إلى قتل العلاقة وفناءها ..
تحتضر الرفقة أو الصداقة أو المحبة ..
عندما يفقد أحد الطرفين الانسجام مع الطرف الآخر ويرفضه .. مما يؤدي إلى تدهور في أسلوب التعامل الواضح .. يتمثل في السكوت والضيق من الآخر .. وقد يتدهور الأمر إلى حد الشعور بالإزعاج من اي أمر يقوم به الآخر ..
تحتضر الرفقة
عندما يبني احد الطرفين سد وصد ورد في تعامله مع الآخر ..
هنا .. هل يصبح التمسك بالآخر .. هو الحل؟ أم من الأفضل ترك الأمور لتتدهور أكثر ..
بالرغم من أن في كثير من الحالات .. إن لم يكن كلها ليس هناك بدل ولا عوض لها الرفيق ..
تحتضر الرفقة والصداقة والحب والاحترام والكيان ..
عندما يفهم العتب .. على أنه وداع ..
وعندما يفهم الاهتمام والمحبة .. على أنه تملك ..
وعندما يمتنع العقل عن فهم المواقف على حقيقتها ..
وعندما .. يرفض الأطراف التسامح ..

همسة إلى صديقي العزيز
كم افتقدك .. وكم احبك .. وكم افتقد حواراتنا ..
داوي رفقتنا ياصاحبي .. وانقذها من الاحتضار ..
فعندما يغيب الموت صداقة .. لا سبيل لعودتها وتعويضها ..
أتمنى أن تقرأ كلماتي .. وتعود سالماً غانماً راضياً .. رفيقي العزيز ..
بنت سيف
15/2/2010

7 comments:

  1. رووعه ما كتبتي

    و الله لا يجيب لحظات الاحتضار يارب

    و لا يحرمج من احبائج..~

    ^_^

    ReplyDelete
  2. كلمات مؤثرة ورائعة


    لحظة الاحتضار كلنا بنمر فيها بس اطلب من الله انها تمر بسلام !!

    والله يرحمنا برحمته

    دمتي بخير

    ReplyDelete
  3. سارونه

    شكرا لكِ عزيزتي

    هلا ومرحب


    بنت سيف

    ReplyDelete
  4. انجنيرا

    الحمدلله على كل شيء

    لله ما أعطى ..

    ولله ما آخذ


    شاكرة مرورك ..


    بنت سيف

    ReplyDelete
  5. و انا اهمس في اذنيك يا فتاة بسيطة

    ليتني اكون كذلك الصديق الذي تكنين له هذه المشاعر
    فلن توجد حينها مجالا لاي احتضار

    و...ليت لي....صديق مثلك عنده هذه الرقة و الكم في صادق المشاعر

    يا للاسى..ان كان الاحتضار حقا
    قد حال بين هكذا صديقين

    نصيحيتي با فتاة...ان تتسلحي
    بسلاح...فتقتلي انت هذا الاحتضار

    فتنتصر الصداقة ..بعد ان يحتضر الاحتضار

    فتكون هذه الخاطرة..بعد ايام
    مجرد..مشاعر ..عابرة

    ReplyDelete
  6. غير معرف

    أشكرك على هذا التقدير الطيب
    وتشرفني صداقتك ..

    فالصداقة الحقيقية ثمينة جداً على النفس ..
    وخسارتها عادة تكلف المرء الكثير من الحزن والتعب ..

    أتمنى أن لا أفقد صديقي العزيز
    وأن تعيش صداقتنا .. لا أن تحتضر

    تحياتي لك وشاكرة مرورك

    بنت سيف

    ReplyDelete
  7. مدونة جميلة

    اعجبتني مقولة ولى عصر المنتديات وجاء عصر المدونات

    افكر احيانا من سيقرأ لي :( واتراجع
    عن التفكير بعمل مدونة لي

    من يدري يمكن في يوم اخربش على جدار الانترنت

    بالتوفيق

    ReplyDelete