كيف نتأثر بالأخبار ..؟

عندما نقرأ الجرائد والمجلات .. كم من الأخبار والمقالات تمر علينا ..

هناك من يقرأ الجريدة حرف حرف .. وهناك من يمر عليها مرور الكرام ..

وهناك من يقرأ ما يهمه فقط إن كان أخبار محلية أو اقتصادية أو رياضية أو غير ذلك ..
والكثير من الأخبار اليومية تمر علينا .. ونقرأها ..

ثم ننسى أننا قرأناها .. وربما نتذكر بعضها ..

وقد يتخزن بعضها في الذاكرة حسب أهميتها لنا وعلاقتها بمحيطنا ..

من فترة قرأت خبر .. سرقة 16 سيارة في منطقة ما ..

ولا اتذكر في الحقيقة في أي منطقة ..

ولم يهمني الخبر شخصياً .. ولكنه أساءني حدوث مثل هذه الجرائم في قطر ..

وخاصة أن عامل الأمان يهمني جداً .. عموما مر الخبر علي

مرور الكرام .. ولا أعرف إذا ذاكرتي قد خزنته أو لا في ذلك الوقت ..

وبعدها بفترة قصيرة ربما .. ربما تكون أربعة أو خمس أيام ..

ذهبت إلى طواريء مؤسسة حمد مع بعض أفراد العائلة ..

وأوقفت سيارتي في موقف الطواريء القريب جداً من المدخل .. والأمر عادي حتى الآن ..

وجلسنا في الطواريء لمدة تقارب الأربع ساعات ..

وعندما خرجت .. ذهبت بثقة إلى موقف السيارات ..

وبحثت عن سيارتي ومعي أختي وقريبة أخرى لي .. ولم أجدها ..

وأول شيء خطر في رأسي .. هو أن سيارتي قد سرقت ..

وعلى الفور تذكرت خبر " سرقة ال16 سيارة" ..

وازدات دقات قلبي .. وارتفع الأدرينالين في جسمي .. من الفكرة ..
وطبعاً السيارة لم تسرق ..

ولكنني وجدت نفسي بعد فترة لم تتجاوز النصف دقيقة من البحث ..

أقول لأختي :: " باقوا سيارتي" .. ولكنها قالت على الفور لنبحث عنها في الخط الموازي حيث وجدناها سالمة آمنة ..

لقد تصورت أن السيارة قد سرقت ..

أعترف أنني كنت قلقلة على مريضتنا في الطواريء ..

وربما هذا ما أدى إلى عدم التركيز على مكان السيارة ..

واعلم جيداً أنني لو لم أدري بخبر السيارات المسروقة .. لما ورد في ذهني احتمال سرقة السيارة ..
بعض الأخبار تؤثر علينا بشكل ما ..

دون أن نتخيل قوة وقعها علينا .. حتى يحدث أمر ما يعيدها في الذاكرة ويجعلنا نبني افتراضات لحدوث أمور غير حقيقية ..

دائما أطالب الغير بالتأني في بناء الافتراضات والمعلومات ..

وفي هذه الحادثة اللطيفة .. كنت أسرع من البرق .. في بناء افتراض خاطيء ..

ما تعلمته هو أنني لن أبني افتراض دون التحقق من المعطيات بشكل جيد ..

تحياتي ..

بنت سيف
4/4/2010