ثقافة نصف المعلومة

مصطلح قرأت عنه كثيراً .. وكتب عنه الكثير .. ولا مانع من طرقه هنا أيضا ..
"ثقافة نصف المعلومة" مصطلح يعني ببساطة عدم اكتمال المعلومة ..
مثال أن تقرأ مقال فتأخذ منه فقرة أو فقرتين .. ولا تكمله ..
أو تسمع رأس الحديث ولا تنصت للأخير .. ثم تحكم على الموضوع .. أو تبني رأي عليه ..
المشكلة أن نصف الحديث أو نصف المقال .. لا يكفي لبناء رأي علي موضوعه ..
وإذا بني رأي على هذا القدر من المعلومة .. يكون ناقص أو خاطيء أو خطير ..
وبالتالي .. نشر مثل هذه الآراء .. يسبب قناعات غير صحيحة لدى الاخرين ..
فيبدأون بالحديث عنها .. بعد أن بنوا عليها قواعد ذهنية يبنون عليها أفكارهم ..
فتصبح في مقام الإشاعات .. لأنها ناقصة أو غير صحيحة ..

وماذا ينتج عن انتشار " ثقافة نصف المعلومة" .. إشاعات ومعلومات مغلوطة ..
لأن الممارسين لها .. يعطون الغير .. نصف المعلومة .. والغير يميل لتصديق ما قيل له ..
قراءة نصف الخبر أكبر وسيلة لنشر الأخبار الخاطئة .. التي تكون بيئة ثرية للإشاعات ..

وأين المشكلة ؟؟ المشكلة فينا نحن ..
فنحن من يسمع الأخبار .. دون تدقيق أو تمعن فيها .. أو تقليبها في الذهن بمنطق ..
الجرائد والانترنت ليسوا بالضرورة .. مصادر صحيحة للمعلومات .. أو للحقائق الدامغة ..
وكثرة مصادر المعلومات وتنوعها .. أدى بالكثير منا إلى تبني ثقافة نصف المعلومة ..
والمفروض أن نتبنى ثقافة تحري دقة المعلومة ومصداقيتها ..
فعلينا قبل نقل المعلومات للغير أن نتحرى الدقة والمصداقية ..
وأن ننقل معلومات غيرمنقوصة ..
لأن النقصان في المعلومة .. يفسدها في كثير من الحالات .. فتتحول من معلومة إلى إشاعة ..
مجرد رأي . . ليس إلا ..


بنت سيف
20/9/2010