Tuesday, February 8, 2011

.. ذهول

تدحرجت من على السلم ..
زلت قدمي على عتبته .. فغبت عن الوعي
حدث ذلك بعد أن دخلت في نقاش حاد مع أختيّ اللتين ظلتا يضحكن علي
فخرجت مسرعة لأذهب إلى غرفتي
وعلى السلم حدثت الحادثة

أفقت من غيبة الوعي .. ولكن لم تعد لي ذاكرتي
وفي يوم بارد في مدينة لندن .. وجدت نفسي على كرسي متحرك ذو عجلات
يدفعني رجل من الجنسية الهندية ومعه رجل آخر وسيدة
كنا خارجين من فندق ما
من هم هؤلاء الأشخاص؟ .. تساءلت
ولماذا أنا مقعدة ..؟؟
حاولت الوقوف على قدمي
ووجدتني أستطيع ذلك
فمشيت إلى الرجل الذي بدا لي أنه مسؤول عني
وسألته من أنت؟؟
فلم يرد .. فوجدتني أأخذ منه جواز سفري الذي كان بيده
فآجأني لون الجواز .. فقد كان أسود اللون
هذا ليس جواز سفري الأصلي
بل هو جواز سفر من جنسية مختلفة .. غير جنسيتي الأصلية
خرجت مسرعة من ذلك الفندق
إلى الشارع .. كان الهواء البارد يلسع خدي
ليس معي أي عملة نقدية
فقط معطف خفيف .. وضعت في جيبته الداخلية
جواز سفري ومعه رسالة من الرجل الهندي
وهاتفي النقال .. الذي لا اعلم من أين جاء في يدي

أنا في لندن ..لا أعرف كيف .. ولكن اتذكر أن لي قريبة تسكنها
طلبتها آملة أن يرن هاتفها
الحمدلله .. إنه يرن .. ردت علي فرحة
قلت لها بقلق واضح "احتاج مساعدتك .. تعالي خذيني من أمام المحل الشهير المعروف بلندن"
حاولت جهدي أن استوقف .. سيارة أجرة .. ولكن بدون جدوى
فاستقليت الباص العام .. وتعطفت علي سيدة لا أعرفها فدفعت لي أجرة الباص
وعندما وصلنا إلى الشارع الذي به المحل .. قالت لي أن انزل .. فقد وصلنا
شكرتها .. ونزلت
لأفآجأ .. بمكان غريب .. لم آراه من قبل .. في حياتي
مرتقعات ومحلات ومقاهي .. ونافورة مياه
وبينما .. كنت انظر حولي باحثة عن لافته اسم المحل المشهور
أحسست بنقر خفيف على كتفي
التفت ورائي .. لأرى قريبتي التي تغير شكلها
وأصبحت أكثر جمالا من قبل .. بعينيها الزرقاء .. وشعرها الكستنائي الجميل
رحبت بي كثيرا .. وأخذتني معها
فأريتها جواز سفري الأسود
والرسالة .. التي قررت فتحها في تلك اللحظة
كانت الرسالة من الرجل الهندي الذي كان يدفع كرسي العجلات إلى والدي
قرأت السطر الأول .. الذي هالني وآراعني
فالرسالة كانت بتاريخ 25/7/2018
ياالله .. أين كُنت في التسع السنوات الماضية ؟؟؟؟
فسألت قريبتي .. "ماذا حدث لي؟؟"
فقالت .. إنها قصة طويلة ..ستحكيها لي عندما نصل إلى منزلها
قلت لها أريد أن أكلم أمي وأخواتي
فقالت .. للأسف لقد توفوا جميعاً
كما توفي جميع من في البلاد .. نتيجة كارثة جغرافية
محت البلاد من على الخريطة
ولهذا احمل جواز السفر من غير جنسيتي الأصلية
فسألتها .. من تبقى لي من الأهل
قالت لك أخت في استراليا
قلت اريد أن اكلمها .. فطلبتها لي وكلمتها وكلمت ابنها
وهنا
أفقت من هذا الحلم .. المريع
لأبقى في حالة ذهول
هل من تفسير ..!!

بنت سيف
كتبته في شهر7/2009

4 comments:

  1. السلام و التحية العابره...
    قرأت الاقصوصة...و الفكرة..اكثر من رائعة..
    ملاحظتي الاولى..أتت
    عند هذا المقطع
    "
    كما توفي جميع من في البلاد .. نتيجة كارثة جغرافية
    محت البلاد من على الخريطة
    وهذا احمل جواز السفر من غير جنسيتي الأصلية
    فسألتها .. من تبقى لي من الأهل


    اشعر بان هنالك قفزة في الحوار
    بين نهاي الجملة التي تنتهي
    بكلمة "الخريطة
    و البداية التي تبدأ بعدها بكلمة
    و هذا
    ؟؟
    المتحدثين مختلين..ام انه نفس المتكلم

    ReplyDelete
  2. غير معرف ..

    اشكرك على الملاحظة الدقيقة

    والتي بالفعل .. تجعل الكلام غير مفهوم

    لو تعلم كم مرة طبعت القصة

    خطأ طباعي .. الكلمة هي

    ولهذا

    سيتم التصحيح فورا

    اشكرك مرة اخرى


    بنت سيف

    ReplyDelete
  3. قصة جميلة وحبكة متسلسلة ،، أظن أنه ليس بحلم عابر وإنما مغزى ظاهر تجلى واضحاً بين ثنايا السطور

    شكراً من الوجدان
    :)

    ReplyDelete
  4. فكرة تبلورت على شكل حكاية .. او اقصوصة ..

    جاءت محبوكة وسلسة .. وجميلة

    تسلمين :)

    ReplyDelete