
سرقة الإنجازات .. ولصوص المقالات .. والمتسلقين ..
جاءتني رسالة في بريدي من شخص يشتكي .. من كثرة سرقة الإنجازات الشخصية ونسبها للغير ..
فيقول في مثال :: اجتهد احد الأشخاص كثيرا في بناء فريق من الصفر لمدة عدة سنوات ..
وكان المسؤول الأول عن الفريق .. والآن عندما أصبح الفريق قويا ..
تم إبعاد هذا الشخص بطريقة غير حضارية و اتهامه بأنه عائق أمام تقدم الفريق؟؟
وفي مثال آخر يقول :: حصلت أحدى الجهات على شهادة الأيزو العالمية بفضل عمل أنجزته رئيسة إحدى اللجان العاملة في تلك الجهة ..
ولكن بسبب المضايقات التي تعرضت لها هذه الموظفة من قبل جهة العمل ..
تركته قبيل الحصول على شهادة الأيزو بفترة وجيزة ..
فنسب إنجازها لغيرها ..
سرقة الإنجازات الفردية .. في المؤسسات والجهات المختلفة مثل الشبكة العنكبوتية أصبحت .. كثيرة .. ومزعجة ..
مما يؤثر سلباً على الأفراد أصحاب الإنجازات التي تدعو للفخر لشدة براعتها ونجاحها ..
فيتركون وظائفهم أو يخسرونها .. بسبب اللصوص ..
سارقوا هذه الإنجازات لا يتوانون في نسف أصحاب ومنفذي هذه الانجازات
وإلصاق أبشع التهم بأصحابها الحقيقيين عند الإنتهاء منها..
وقد يتطور الأمر إلى سجنهم لو استطاعوا ذلك ..
والسبب في ذلك هو إخفاء حقيقة من قام بالإنجاز .. ونسب النجاح والمهارة لأنفسهم ..
لصوص المقالات .. يقعون تحت مظلة "سارقي الإنجازات" أيضا ..
كتابة المقالات والمواضيع في الصحف والجرائد والمنتديات والمدونات ..
هو مجهود شخصي لمن يقوم به ..
في حادثة شخصية لي .. كتبت في مدونتي عدة مواضيع مختلفة ..
واذكر أنني كتبت موضوع يخص فكرة محددة لأفآجأ بعد فترة وجيزة من الزمن ..
بقيام أحد أصحاب العواميد في الصحف المحلية بنشره باسمه بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه ..
دون الإشارة من قريب أو بعيد لي ..
ولقد أشرت إلى "لصوص الكلمة" في عشوائياتي المنشورة في مدونتي عن هؤلاء ..
وبتلميح أن سارقي المقالات من النت يعطون انطباع سيء عن أنفسهم ..
وفي قرارة نفسي اعتقد أن السارق فهم ما كتبت ..
فلم أعد أرى له مقالات أو مواضيع في الجرائد .. وربما هي صدفة ..
سرقة الأبحاث الأكاديمية .. أيضا هي سرقة إنجاز ..
كتابة الأبحاث الأكاديمية أمر ضروري لمن يعملون في السلك الأكاديمي ..
فهي الطريق للترقيات الأكاديمية مثل الأستاذية ..
فالحصول على درجة الأستاذية لا يحدث بين ليلة وضحاها ..
لأنه نتاج عمل أكاديمي وبحثي دؤوب على مدى سنين لا تقل عن عشرة ..
ولا يأتي بالهبة أو بالتسمية الشخصية ..
بل بتحكيم الأعمال الأكاديمية والبحثية من قبل لجنة تحكيمية متخصصة في مختلف الجامعات ..
ولكننا نفآجأ ببعض الأفراد .. يعطون أنفسهم مسمى "أستاذ دكتور" فور حصوله على الدكتوراه أو بعدها بفترة قليلة ..
دون التقدم للترقية الأكاديمية المتبعة في العالم بأسره ..
فهل هذا جهل .. أم سرقة تسمية لم يحصل عليها بعمله ..
والأدهى والأمر الفئة التي تتقدم للترقية للأستاذية بأبحاث مسروقة ..
و من جهد السكرتارية ومن يقلونهم في الدرجة الوظيفية ..
كل ذلك يندرج تحت مسمى "سرقة".
ولو جئنا لعالم الشبكة العنكبوتية .. في المنتديات والمدونات .. السرقات كثيرة ..
واللصوص كثيرون ..ففي قسم الحوار العام في عدة منتديات ..
كم نقرأ من المواضيع المنقولة دون وضع كلمة "منقول" عليها ..
أو ذكر مصدر أو رابط النقل ..على أقل مستوى ..
فسرقات المواضيع من الشبكة العنكبوتية وعلى الشبكة العنكبوتية كثيرة ..
ولها ثلاثة أسباب .. ذكرتها في مشاركة لي في أحد المنتديات القطرية من فترة ..
وهي تتعلق بنقل المواضيع ..
"الجهل التام .. بأن نقل موضوع ما دون الإشارة لصاحبه الأصلي .. هو سرقة أدبية .."
و " الإعجاب بكتابات كاتب معين ونقل جميع مقالاته .. بغرض الإفادة .. وتقمص شخصية الكاتب"
وأخيراً " العلم التام .. بأن النقل دون الإشارة للمصدر .. مخالف لأدبيات الكتابة وحقوق الكتاب ..
ولكن الرغبة قوية في حب الظهور بالشخصية الأدبية الباهرة .."
سارقوا الإنجازات ولصوص الكلمة .. يمكن تصنيفهم تحت مسمى واحد ..
وهو "المتسلقين" ..
والمتسلقون هم فئة من الناس .. لهم أخلاقيات هابطة ..
يحبون الاستيلاء على إنجازات الغير و الاستفادة منها شخصياً.
وأن أمكنهم "خفس" أو إقصاء الأصحاب الأصليين للإنجازات من أعمال ومقالات وأبحاث ..
والقضاء عليهم بنسب تهم باطلة لهم ..
حتى لا ينفضح أمر السرقة للمجتمع ..
فما هو الحل ..؟
الحل في نظري ..
هو التوجه للجهات الرسمية .. مع الأدلة والبراهين ..
من كتابات ومراسلات وحتى مسودات ..
لنسب الإنجاز لصاحبة على صعيد الواقع ..
أما في عالم الشبكة العنكبوتية .. أي العالم الافتراضي ..
قد يؤدي المهمة "التشهير" بالقيام بنشر الحقيقة ..
ويهم هنا تاريخ النشر لأنه موثق على الشبكة العنكبوتية ..
والسرقات الأدبية على الشبكة العنكوبوتية تنكشف بسرعة أو ببطء
.. 1+2
لا يساوي 4 ..
تحياتي
بنت سيف
11/5/2011