Saturday, February 25, 2012

ليه صار الكلام معك صعب .. قناع الصمت



عندما لا يعود هناك قبول .. في نفسك لشخص ما .. يصبح كل ما يفعله أو يقوله مرفوض ..
القبول والرفض أمرين طبيعيين في حياة الإنسان .. هكذا نحن كبشر ..
هناك من هو خفيف على القلب والنفوس ومرغوب .. وهناك من هو ثقيل الظل ومرفوض ..
من غير الطبيعي أن تكون مقبولا لسنين .. ثم تصبح بعد ذلك مرفوض ..
في هذه الحالة .. واحد من اثنين .. سقط قناع القبول .. لضرر ما ..
أو سقط القناع لأن الحقيقة لم يكن هناك قبول في الأصل ..
فهل نحن بالفعل نرتدي أقنعة ..؟
 فكرت ووجدت أن هناك العديد من الأقنعة التي يرتديها البشر ..
ليظهروا بشخصيات مختلفة كثيرة .. وكل قناع له دور ..
وبعض الأقنعة لها مزايا .. وبعضها الآخر له عيوب وأضرار ..
قناع الأدب والأخلاق .. أكثر قناع منتشر بين الناس .. وله ميزة إيجابية كبيرة ..
فمن يرتديه له قبول كبير المجتمع ..
قناع الابتسامة .. وهو قناع جميل جداً .. يرسم الكثير من البهجة على والوجه ..
وكثير من التفاؤل والإطمئنان على من يرى هذا القناع..
قناع العبوس .. قناع سلبي غير مريح .. يترك في النفوس نوع من الضيق ..

أقنعة المشاعر أنواع كثيرة ..
مثل الصبر والألم والاهتمام الزائد والتجاهل والخجل .. وغيرها وهي أقنعة تتعلق بالنفس البشرية ..
تتبدل حسب الظروف والمواقف .. منها ما نتقبله وما نرفضه أيضا حسب الأوضاع المحيطة بنا ..
وغير أمثلة الأقنعة السالف ذكرها .. هناك أقنعة مهنية يرتديها البعض ..
ويمارسون دور المهنة على الآخرين .. منها الحقيقي ومنها المزيف ..
هنا نقبل بعض من يرتدي القناع ونرفض غيره .. حسب تقييمنا لهم ..
وأضع لكم بعض الأقنعة المنتشرة بين البعض ..
قناع الأكاديمي .. يرتديه من يحمل شهادة علمية عليا .. في الغالب يتباهى بعلمه وخبرته ..
ويتكلم تقريبا في كثير من نواحي الحياة .. فهو يعتبر نفسه مؤهلا للكلام فيها ..
قناع الكاتب .. وقناع الصحفي .. وقناع الإعلامي .. ويرتديه من يقومون بكتابة الكتب والمقالات والتقارير في مختلف المجالات المطبوعة والمنشورة والمسموعة والمرئية ..
وعلى كثرة الأقنعة وكثرة مرتديها .. يبقى تحت القناع انسان ..
يحاول يظهر نفسه بطريقة ليكون مبهرا مقبولا من المجتمع ومن من في محيطه ..

همسة ::
ليه صار الكلام معك صعب ..
قناع الصمت أكثر قناع يقلقني ..

نور العيسى
2012/2/26

Thursday, February 16, 2012

مقاطعة القطرية .. والبدون .. والبرلمان ..


على مدى الأسابيع الماضية .. تناولت حملة مقاطعة الخطوط القطرية التشهير ومهاجمة من لم يقاطعها .. بسبب اختلاف وجهات النظر .. واعتبرت الحملة أن من لم ينضم تحت لوائها .. هو "مواطن غير صالح" حسب ما جاء في أحد المقالات في "صحيفة العرب" القطرية .. بل متغطرس لأنه لم يراعي شعور المقاطعين لها .. مع وجهة نظر غريبة التركيب .. بأن من حق المقاطعين ابداء الرأي .. وليس من حق غير المقاطعين ابداء الرأي .. وأصبح من لم يقاطع القطرية "محرض" بينما يرى أصحاب حملة القطرية .. أنهم بناة الرأي العام ..

لن اختلف مع أي شخص بأن هناك مساويء للخطوط القطرية مثل ارتفاع أسعار التذاكر على المواطنين وتقديم الخمر على طائراتها وهو أمر موجود على أغلب خطوط الطيران الأخرى فيما عدا السعودية والكويتية (يقينا) .. ولكن في المقابل لها مزايا أيضا .. مثل الرحلات المباشرة من الدوحة وعدم الانتظار في مطارات أخرى ترانزيت لساعات .. وجودة طائراتها من ناحية الصيانة ..ولست بصدد ذكر مزايا ولا مساويء .. ولكنني من غير المقاطعين لها .. ولست مضطرة لتبرير ذلك ..

موضوع "مقاطعة القطرية" .. ليس أولوية في حياة المواطن القطري .. بالتأكيد هو ملف استهلاكي لمن يسافرون .. ولكن هو ملف رفاهية وكماليات وليس جوهري .. كملفي التعليم والصحة .. فاستقطاب الرأي العام لدعم الملفات الجوهرية أهم بكثير من الملفات غير الجوهرية .. فكم من المواطنين يسافرون سنويا ..؟ وكم مرة في السنة ..؟ ما هي نسبتهم إلى بقية المواطنين؟ .. في حين جميع أبناء المواطنين يحتاجون للتعليم .. وجميع المواطنين يحتاجون للصحة .. والدستور لدولة قطر فيه بنود تنص على توفير التعليم لحد المرحلة الثانوية على الأٌقل والصحة للمواطن ..

بكل موضوعية .. وصراحة هناك العديد من القضايا التي تهم المواطن القطري والتي تحتاج حملات دعم وعلى رأسها ملفي التعليم الأولي والجامعي والصحة .. وهناك قضية مهمة ومصيرية لمجموعة من الأفراد من سكان قطر .. تحت مسمى "البدون" أو "حَمَلة وثائق السفر" .. هناك من ولد وأقام وعاش ويعيش على أرض قطر وهو لا يحمل هوية المواطن القطري .. فهو قطري المنشأ والكلام والعادات والتقاليد .. بالرغم من أنه يعامل معاملة القطري في كثير من مرافق الدولة ولكنة لا يحمل الجنسية القطرية .. والبدون فئة موجودة في مجتمعات الخليج في الكويت وقطر والسعودية والإمارات .. ولقد قدمت جريدة الشرق القطرية مقال بهذا الشأن للكاتب خالد الجابر ..

اليوم في عالمنا الحاضر تقوم منظمات حقوق الإنسان بالاهتمام بحق الإنسان في المواطنة والحرية والعيش الكريم .. ولا تهتم بملفات أسعار تذاكر الطائرات وخدماتها .. بل تهتم بتعليم المواطن وصحته .. فبدلا من صرف الجهد والوقت على ملف ثانوي وليس جوهري .. بل ملف رفاهية وكمالية وليس أولوية بالتأكيد .. هناك قضايا أهم وجوهرية أكثر كالصحة والتعليم .. وتوظيف الخريجين .. والإسكان وقروضه .. وحملة وثائق السفر .. وتجنيس أبناء القطريات ..

ختاما .. تساؤل يطرح نفسه .. حملة مقاطعة القطرية هل هي حملة تجريبية في الدفاع عن قضايا تهم المواطن كباب خلفي للترشيح للبرلمان القادم في قطر ؟؟ إذا كان الأمر كذلك .. فالمدخل خاطيء .. من يريد دخول البرلمان القطري .. عليه دعم الملفات ذات الأولوية للمواطن القطري .. وأهمها علاج وصحة المواطن وتعليم أبناءه .. فهما المدخل الصحيح للبرلمان .. أما باب رفاهية المواطن فهو باب غير مطروق .. سأنتخب من سيتكلم عن تعليم أبناءي ويراعي صحتي .. هذه أولياتي .. وليس من سيقدم لي تذكرة سفر بسعر مخفض .. فالبدائل لأسعار التذاكر المرتفعة كثيرة ولا تحتاج حملة ولا نائب يبحث لي سعر مخفض .. ولكن ليس هناك بدائل للتعليم والصحة .. واحتاج نائب يدعمني فيها ..

ودمتم بود


نور العيسى
16/2/2012

Saturday, February 4, 2012

إن حبتك عيني .. ما ضامك الدهر ..



كم أنت غريب أيها الإنسان .. إذا أحببت شخصا .. فكل ما يفعله جميل ُ .. "فإن حبتك عيني ما ضامك الدهر" .. وإن بغضت إنسان .. تتصيد له الخطأ .. وأنت مقتنع بداخلك أنه على صواب .. فترضى أن تكيل له التجريح .. بلا مبرر .. وتقبل له الوجع .. بل تسدد له ضربات تحت الحزام .. بدون أي موقف يستدعي ذلك ..

وعندما يتيقن البعض من محبة من يبغضونه لهم .. يزيدون كيل الإهانات .. في تجاوب متناقض .. فهل القسوة على من يحبونكم .. حتى لو كنتم لا تحبونهم أو تبغضونهم مبررة .. أم هي ثقة بأن "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب" .. ولذلك لن يكون هناك رد فعل .. وهذا في حد ذاته مهين ..

مهما كانت المشاعر حب أو بغض أو كره .. ليس هناك داعي لمواقف يزيد فيها التنكيل وإهانة الآخر .. فجميل أن نعبر عن مشاعر التقدير والمودة .. وقبيح أن نسدد كلمات المهانة للأشخاص (وخاصة من يقدّرونا ويحبوننا) لمجرد أننا لا نحبهم .. وليس بسبب موقف يستدعي ذلك .. مراجعة النفس مطلوبة مابين الوقت والآخر .. فالخطأ على الغير لأننا فقط لانحبهم سلوك مؤذي ..


همسة :: الحدة في الكلام .. هي ضرب تحت الحزام أيضا ..


نور العيسى

2/4/2012

Wednesday, February 1, 2012

التغير ..

التغير ..

من مسلمات الحياة حدوث تغير في العديد من الأمور .. وبالرغم من ذلك أكثرنا لا يستطيع قبول وتقبل التغير .. فالتغير من الأمور الصعبة .. لأنه تحول من حالة إلى حالة .. ولكنه يحدث كثيرا سواءً أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا .. فأحساسينا تتغير .. وكذلك مشاعرنا .. فعندما يكبر أطفالنا هذا تغير .. البورصة والسوق والأسعار يتغيرون .. الاقتصاد والدول والحكام والجيران .. وكل ما يخطر على البال قابل للتغير ..

أحيانا نسعد بالتغيير وخاصة إن جاء للأفضل .. وأحيانا أخرى يكون التغير سبب تعاستنا .. ولأن التغير هو أمر مؤكد .. غدا علينا أن نتعلم تقبله ونرضى به في أي شكل من الأشكال التي يأتي عليها .. وحقيقة القول أسهل من الفعل .. فالتقبل أمر يتطلب جهد كبير مبذول داخل النفس للكثير منا ..

ولكن .. إذا تعلمنا أو عودنا أنفسنا على قبول بعض الأمور تصبح العملية أفضل وأسرع .. فعندما لا نتقبل التغير .. تصبح الأمور أصعب وأقسى .. وتبدأ المقاومة الداخلية العفوية بداخل النفس بالعناد ضد أي تحول أو تغير ..

في الحياة العادية .. نجد في الأسرة عندما يكبر الأبناء .. يقاوم الآباء والأمهات نموهم الفكري .. ولا يعترفون بحقيقة قدراتهم وإمكانياتهم على اتخاذ القرارت بأنفسهم .. في مقاومة التغيير ..

بعض التغييرات التي تحدث في حياة الفرد لا خيار له فيها .. ففقدان الأحباء بسبب الوفاة .. هو تغير في حياة الأحياء .. ووفقدان الوظيفة والإحالة إلى التقاعد هو تغير ..

ومن أنواع التغييرات التي يمر بها الأفراد على المستوى الشخصي .. تارة نحزن وتارة نفرح .. وكل منا له أسبابه المختلفة التي تحدث تغير ما في حياته .. كل ما علينا هو "احتواء" هذا التغيير .. فماذا علينا أن نفعل ..؟

علينا أن نسلم أن هناك الكثير من الأمور في الحياة قابلة للتغير .. ودوام الحال من المحال .. فإذا جاء .. لا يجب أن نفزع ونخاف ونقاوم .. بل علينا نتعلم كيف نتقبل الجديد والمختلف ونستفيد منه بشكل إيجابي .. علماً بأننا نمر بحالات تغير يومية نتقبلها بشكل عادي جدا ..

أمرين .. أو تغيرين في حياتي استصعبت كثيرا التأقلم معهما ..

الأول .. حياتي بعد الاستقالة والتقاعد الوظيفي .. وهو أمر في نظري يشكل نقلة كبيرة من وضع إلى آخر .. ملأتها بالهوايات المختلفة مثل الرسم والقراءة والكتابة ..

والثاني .. التكنولوجيا .. كل يوم هناك ما هو جديد ..سواء هواتف أو إلكترونيات أو برامج أو استخدامات جديدة لأمور لم نسمع عنها من قبل .. مثلا :

عندما استخدمنا الهاتف النقال .. هذا تغير ونقلة كبيرة في عالم الاتصالات ..

وعندما ظهر البلاك بيري .. هو تغير في عالم الهاتف النقال ..

وعندما استخدمنا الآي باد .. جاء تغير من نوع آخر ..

وعندما اشتركنا في توتير وغيره من مواقع التواصل الاجتماعية .. هناك تغير ..

وتستمر التغييرات .. ونحن نتغيرمعها سلبا وإيجابا .. لأننا إذا لم نتغير .. سيمضي الركب بدوننا ونحن في أماكننا لأننا لم نتقبل التغير ..

همسة :: عجلة التغير ماضية .. تقبلها .. حتى لا تتأخر ..

 
نور العيسى

2/2/2012..