Thursday, February 16, 2012

مقاطعة القطرية .. والبدون .. والبرلمان ..


على مدى الأسابيع الماضية .. تناولت حملة مقاطعة الخطوط القطرية التشهير ومهاجمة من لم يقاطعها .. بسبب اختلاف وجهات النظر .. واعتبرت الحملة أن من لم ينضم تحت لوائها .. هو "مواطن غير صالح" حسب ما جاء في أحد المقالات في "صحيفة العرب" القطرية .. بل متغطرس لأنه لم يراعي شعور المقاطعين لها .. مع وجهة نظر غريبة التركيب .. بأن من حق المقاطعين ابداء الرأي .. وليس من حق غير المقاطعين ابداء الرأي .. وأصبح من لم يقاطع القطرية "محرض" بينما يرى أصحاب حملة القطرية .. أنهم بناة الرأي العام ..

لن اختلف مع أي شخص بأن هناك مساويء للخطوط القطرية مثل ارتفاع أسعار التذاكر على المواطنين وتقديم الخمر على طائراتها وهو أمر موجود على أغلب خطوط الطيران الأخرى فيما عدا السعودية والكويتية (يقينا) .. ولكن في المقابل لها مزايا أيضا .. مثل الرحلات المباشرة من الدوحة وعدم الانتظار في مطارات أخرى ترانزيت لساعات .. وجودة طائراتها من ناحية الصيانة ..ولست بصدد ذكر مزايا ولا مساويء .. ولكنني من غير المقاطعين لها .. ولست مضطرة لتبرير ذلك ..

موضوع "مقاطعة القطرية" .. ليس أولوية في حياة المواطن القطري .. بالتأكيد هو ملف استهلاكي لمن يسافرون .. ولكن هو ملف رفاهية وكماليات وليس جوهري .. كملفي التعليم والصحة .. فاستقطاب الرأي العام لدعم الملفات الجوهرية أهم بكثير من الملفات غير الجوهرية .. فكم من المواطنين يسافرون سنويا ..؟ وكم مرة في السنة ..؟ ما هي نسبتهم إلى بقية المواطنين؟ .. في حين جميع أبناء المواطنين يحتاجون للتعليم .. وجميع المواطنين يحتاجون للصحة .. والدستور لدولة قطر فيه بنود تنص على توفير التعليم لحد المرحلة الثانوية على الأٌقل والصحة للمواطن ..

بكل موضوعية .. وصراحة هناك العديد من القضايا التي تهم المواطن القطري والتي تحتاج حملات دعم وعلى رأسها ملفي التعليم الأولي والجامعي والصحة .. وهناك قضية مهمة ومصيرية لمجموعة من الأفراد من سكان قطر .. تحت مسمى "البدون" أو "حَمَلة وثائق السفر" .. هناك من ولد وأقام وعاش ويعيش على أرض قطر وهو لا يحمل هوية المواطن القطري .. فهو قطري المنشأ والكلام والعادات والتقاليد .. بالرغم من أنه يعامل معاملة القطري في كثير من مرافق الدولة ولكنة لا يحمل الجنسية القطرية .. والبدون فئة موجودة في مجتمعات الخليج في الكويت وقطر والسعودية والإمارات .. ولقد قدمت جريدة الشرق القطرية مقال بهذا الشأن للكاتب خالد الجابر ..

اليوم في عالمنا الحاضر تقوم منظمات حقوق الإنسان بالاهتمام بحق الإنسان في المواطنة والحرية والعيش الكريم .. ولا تهتم بملفات أسعار تذاكر الطائرات وخدماتها .. بل تهتم بتعليم المواطن وصحته .. فبدلا من صرف الجهد والوقت على ملف ثانوي وليس جوهري .. بل ملف رفاهية وكمالية وليس أولوية بالتأكيد .. هناك قضايا أهم وجوهرية أكثر كالصحة والتعليم .. وتوظيف الخريجين .. والإسكان وقروضه .. وحملة وثائق السفر .. وتجنيس أبناء القطريات ..

ختاما .. تساؤل يطرح نفسه .. حملة مقاطعة القطرية هل هي حملة تجريبية في الدفاع عن قضايا تهم المواطن كباب خلفي للترشيح للبرلمان القادم في قطر ؟؟ إذا كان الأمر كذلك .. فالمدخل خاطيء .. من يريد دخول البرلمان القطري .. عليه دعم الملفات ذات الأولوية للمواطن القطري .. وأهمها علاج وصحة المواطن وتعليم أبناءه .. فهما المدخل الصحيح للبرلمان .. أما باب رفاهية المواطن فهو باب غير مطروق .. سأنتخب من سيتكلم عن تعليم أبناءي ويراعي صحتي .. هذه أولياتي .. وليس من سيقدم لي تذكرة سفر بسعر مخفض .. فالبدائل لأسعار التذاكر المرتفعة كثيرة ولا تحتاج حملة ولا نائب يبحث لي سعر مخفض .. ولكن ليس هناك بدائل للتعليم والصحة .. واحتاج نائب يدعمني فيها ..

ودمتم بود


نور العيسى
16/2/2012

No comments:

Post a Comment