ماذا حدث لتويتر .. ؟؟
تويتر مكان للتواصل الاجتماعي .. ولتبادل الأفكار والنقاش من خلال التدوين القصير .. ففي عالم التغريد نجد الكثير من المغردين الإيجابيين الذين يتداولون الأحداث نقلا عن مصادرها الإخبارية والإعلامية بشكل جيد ومفيد .. ومغردين آخرين يتناقشون ويتبادلون الأفكار والأخبار والأحداث وأي أمر آخر بأسلوب راقي ومحترم وجميل ..
مؤخرا في مجتمعنا .. أصبح تويتر وسيلة للظهور الاجتماعي .. فهناك من يريد أن يزداد شهرة على حساب المغردين وبالتالي مجتمعه المحلي .. وهناك من يريد أن يشكك في نوايا الناس بسبب قراءاته الشخصية غير الصحيحة بالضرورة .. وهناك من يتدخل في شؤون الغير بدون مبرر واضح .. وهناك من يطلب المشورة بدون سابق معرفة ..
وأكثر ما لفت نظري .. أمر أصبح مزعج ومنفر للكثير من المغردين .. هو أنه أصبح مكان الكل يفتي فيه على جميع الأصعدة والتخصصات .. بدون مؤهل حقيقي يحمله على الأرض الواقع .. فأصبحنا نرى الكثير من الدعاة .. والسياسيين الذين لم نسمع بهم في أرض الواقع ولا نعرفهم بالرغم من استخدامهم لأسمائهم الحقيقية .. فهناك من يتكلم في الطب وهو ليس طبيب .. وهناك من يفتي في الدين وهو ليس داعية معروف .. وهناك من يلبس ثوب الإعلام وهو لا علاقة له بالإعلام .. وهناك الوطني الوحيد وكأن الجميع من بلده غير مواطنين .. وهناك القانوني الذي لا يحمل شهادة في القانون .. وهناك المهندس الذي لم يدرس الهندسة .. والأمثلة كثير .. كل هذه الشخصيات جعلت مصداقية عالم التغريد باهتة .. وجعلت النقاشات عقيمة .. والجدل بسبب وبدون سبب ..
عندما دخلت عالم التغريد .. لم يكن هناك عدد كبير من المغردين على الساحة .. وكان التواصل جميل وراقي وهاديء .. وكان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .. واليوم بسبب تغيير أساليب المغردين في التواصل أصبحت أرى عزوفاً كبيراً من الكثير عن المشاركة في تويتر .. .
واليوم .. ونحن في شهر رمضان الكريم أصبحنا .. لا نرى إلا التشكيك في الكلام .. والكل يفهم والكل لا يفهم .. بمعنى يتبنى مغرد ما قضية ويعتبر نفسه هو المسؤول الوحيد عنها .. وكل من يناقشه فيها على خطأ لأنه الوحيد الذي يعرف .. ومن يختلف معه في الرأي يكون قد أخطأ في البخاري .. وينعت بأقذع الصفات يدخل فيها عدم المواطنة والتحريض والخيانة ..
ماذا حدث في عالم التغريد ..؟
عبارة "موقع تواصل اجتماعي" تعني الكثير .. وبالتأكيد لا تعني تأليب الرأي العام إزاء قضية ما بدون مايثبت ذلك .. فقط لأن شخص واحد يعتقد بنظرية المؤامرة .. أو بناء على معلومات مفهومة خطأ .. بل هي عبارة تعني تواصل حقيقي محايد المقصود منه الاستفادة والإفادة والاستمتاع بشكل إيجابي .. فمن غير المنصف أن يتسلق مغرد ما على ظهور المغردين .. للوصول لمصالح ومآرب شخصية .. وتصفية حسابات .. ووصول للشهرة .. بالطعن في مصداقيات الآخرين ونواياهم ..
بالأمس نزلت تغريدات في تويتر بخصوص كتاب د.علي خليفة الكواري .. والذي وضع مقدمته في موقعه الشخصي .. وتم التشكيك في نوايا الكتاب والكاتب والمجموعة التي نشرلها في كتابه أوراق طرحوها في مجلسه .. وحسب ما فهمت أن الكتاب لم ينزل ولا توجد منه نسخ حتى الآن ..
المثير للعجب .. أن بعض المغردين انتقد تقديم الدكتور الكواري للكتاب بشكل عنيف وصل للتشكيك في نوايا جميع من يحضر مجلسه ومطالبهم .. وتناولت التغريدات عنوان الكتاب.. وركزت على كلمة "الشعب" في العنوان .. وأنهم لم يوافقوا كـ"شعب" على مطالب الكتاب الذي لم ينزل حتى الآن .. وأنه لم يتم استطلاع آراء بشأن المطالب .. ومع قناعتي أن حرية الرأي مكفولة للجميع .. أجد أن هذه التغريدات تطرفت سلبيا في توجيه النقد اللاذع غير المنصف لمجموعة من أبناء المجتمع المخلصين والمحترمين والمشهود لهم بنواياهم الطيبة والمخلصة للوطن .. فحرية الرأي لا تعني حرية التعبير بالتشكيك والتجريح.
هل حدث كل ذلك بسبب الرغبة في كسب الشهرة في عالم التغريد .. أم بسبب الرغبة في قلب الطاولة على الدكتور الكواري ومجلسه .. أم بسبب عدم المشاركة في الكتاب .. أم ماذا؟
فلا يعقل أن يكون السبب هو حب الظهور الشخصي .. والتفرد بالرأي ..
ومع ذلك أكثر ما أزعجني هو أسلوب التجريح في التغريدات وتوجيه الاتهام .. وتفسير الأمور على غير ما هو مقصود منها .. والتشكيك في النوايا في عالم التغريد ..
أصبح عالم التغريد اليوم.. موقع يحرص الكثير فيه على عدم وضع آرائهم ويحاذر.. بسبب من يتصيدونها .. للتشكيك وقلب الحقائق والجدل العقيم المفعم بكلمات التجريح ..
هل فقد تويتر رقيه .. أم هي هذه حقيقته .. وهذا هو الهدف منه ..؟
نور العيسى
9/8/2012
No comments:
Post a Comment