Saturday, December 13, 2014

"مب شغلك ..!!"

 
 
 
 
"مب شغلك ..!!"

"مب شغلك ..!!" عبارة يسمعها الكثيرون في مناقشات كثيرة .. يكون رد الفعل الذاتي الحرج أو الخجل .. قد نسمع هذه العبارة في مختلف النقاشات مع الكبير والصغير .. الصديق والزميل .. والسؤال الحقيقي .. ليس لماذا نسمعها .. ولكن لماذا نضع أنفسنا في موقف يكون الرد فيه علينا "مب شغلك ..!!"

في حين أن المعنى المطلوب منها "لا تتدخل في شؤوني" .. إلا أنها عبارة تعني بكل صراحة أنت فضولي وغالبا لفظها يكون مصحوبا بنوع من الغضب أوالعصبية .. فقد يأتي الرأي الذي جاء هذا الرد متصدياً له يمس ألم أو حقيقة أو ذكريات أو سر أو قناعة مختلفة .. أوأي أمر آخر مزعج في تركبية شخصية قائلها .. في حين يشعر مبدي الرأي أن عليه الإدلاء به بحسن أو حتى سوء نية ..

في أمورالغير التي لا نستطيع السيطرة عليها أو لا دخل لنا بها .. كثيراً ما نقول عبارات مثل "ما اصدق!!" أو "كيف يفكرون بهالطريقة!" وهي عبارات تدل على الاهتمام والقلق وربما الفضول وتدل أيضا على عدم القدرة على التصرف بإيجابية نحو ذلك الموقف ..

ليس الحل هو عدم التدخل .. ولكن الحل هو معرفة كيف نقدر الموقف حتى لا نحصل على رد "مب شغلك ..!!" فلن تكون هناك مساعدة أو حل للأزمة أو المشكلة دون تقدير الموقف ..والأهم أن تقدير الوقت المناسب يغني عن سماع هذه العبارة ..

فإذا كنت تعرف المدخل لحل الموقف بإيجابية وبأسلوب غير فرض النفس بل باقناع الآخرين أن لديك وسيلة لحل أزماتهم .. تدخل .. والتدخل يكون بنية المساعدة .. وليس بنية معرفة ما يجري فقط أي ليس من باب الفضول البحت .. فالبعض بالفعل فضولي ويريد يضيف إلى رصيده في "العقرة" قصة جديدة .. والبعض حسن النية ويريد بصدق مساعدة الغير ..

اختر قرارك في التدخل بحسن نية .. مع الثقة بأنك تستطيع أت تحل المشكلة .. وإلا .. لا تتدخل وتسمع عبارة "مب شغلك ..!!" فتؤذي مشاعرك .. وأحيانا كثيرا تفقد الغير احترامك ..

همسة ::
بس اقول ..

نور العيسى
2014/12/13



Saturday, December 6, 2014

التضخيم ليس سنة الحياة





 


التضخيم ليس سنة الحياة

تضخيم الأمور والمبالغة فيها أحيانا يبين الأمور وكأنها حالة طواريء ..
البعض يقضي حياته في حالة الطواريء هذه .. معيشاً نفسه في حالة لهث وراء كل شيء حتى ينجزه في الوقت المحدد له أوقبله .. والبعض يقتر على نفسه متعة الحياة احتسابا للزمن .. ولحالة الطواريء المنتظرة إذا لم ينجز في الموعد المطلوب ..

ونتيجة لهذا التفكير السلبي .. تكون حالة النفسية للفرد تحت الطبيعية .. فنجده يثور لأتفه الأسباب .. أو لأمور لا داعي لها تؤثر عليه وعلى من حواليه ..

لأن قيمة الإنجاز تكون عالية أو متضخمة لدى مثل هؤلاء الأشخاص .. فهم يعتقدون أن إنجاز مهامهم على الوقت أولية ضرورية .. في البيت والعمل وكلها في نفس اليوم .. وتتطور الحالة المتضخمة من الإنجاز إلى حالة طواريء .. وكأن العمل إذا لم ينجز في موعده .. ستتوقف الكرة الأرضية عن الدوران .. أو ستجف البحار .. أو لن يعود هناك أكسجين في الهواء ..

اعترف أن كل منا لديه أوليات يريد إنجازها قبل أي شيء آخر .. ولكن ليس من الضروري الهرولة في ذلك .. التأني جميل .. ولكن عدم التهاون في الإنجاز مطلوب أيضا .. تقول العرب دوما : "خير الأمور الوسط" .. التوازن في الأداء مطلوب .. والتكاسل مرفوض .. كل شيء يمكن إنجازة بطريقة عادية .. وإن تأخر الإنجاز قليلا لا يعني ذلك أن الدنيا ستقوم ولن تقعد ..

فالحياة مستمرة .. فلنعطي الأمور حقها ولا نبالغ في ذلك فنجعلها حالة طواريء .. ولا نقلل من حقها فنجعلها مهملة ..
مطلبي .. الهدوء يعطي توازن في العمل .. بينما المبالغة في النشاط تأتي أحيانا بنتائج سلبية غير مرغوبة .. وهذه ليست دعوة للكسل .. بل دعوة للإنجاز بشكل طبيعي ومتوازن ..

قدر الله وما شاء فعل ..
في كتابه العزيز يقول سبحانه وتعالى ("رفعت الأقلام وجفت الصحف") ..

نور العيسى
2014/12/6