رسالة .. بنية عدم الإرسال

رسالة .. بنية عدم الإرسال

الموت حق علينا جميعا .. كلنا له أجل محدد
تخيل لو أن كان بودك أن تقول شيئاً لأحد .. ولكنك لم تفعل في الحقيقة
وتريد أن تعرف كيف يفكر بك الآخرون بعد رحيلك

اكتب رسالة .. لمن يهمك أمره وتريد أن تعرف موقعك لديه .. ولا ترسلها
بل إقرأها .. وانظر وتفكر فيما كتب له فيها
فما كتبته فيها له بالتأكيد .. له علاقة بك وبذلك الشخص
انظر إلى لهجة خطابك
فهل استخدمت فيها الحب والاحترام ..؟
أم كتب تعابير عن الغضب والحنق ..؟
هل هناك شكر لدرس أعطاك إياه في الحياة ..؟
أم أن رسالتك هي رسالة ندم وأسف واعتذار ..؟

ما تضعه في رسالتك .. هو علاقتك مع من تكتب له
إذا اقتنعت بأن هذه الرسالة تعبر عن شخصيتك في هذه العلاقة
و كانت غير مرضية لك .. وأن بها خلل ما
هناك مازال وقت لإصلاح هذا الخلل وما أفسده الدهر
فإن وجدت نفسك تكتب بصيغة الاعتذار
فحاول أن تفعل ذلك حقيقة مع هذا الشخص
وإن وجدت لديك الكثير من الحب والامتنان في رسالتك
كن سعيداً .. فعلاقتك مع المرسل له طيبة .. فزد في دعمها الطيب
ولكن إن وجدت رسالتك غاضبة ويشوبها الكدر والزعل والندم
إسأل نفسك .. كيف يراك من تكتب له .. هل يراك بنفس العين ..؟
وإن كان كذلك فهل هو نتيجة سوء تعبير أو فهم
والأهم من ذلك كله .. هل هناك مجال لحل الإشكال وتغيير الفكرة
وإزالة الغضب .. والحصول على الرضا للطرفين ..؟

قد نحس بالندم لأننا .. لم نقم يوما بالتعبير لمن حولنا
كيف نشعر اتجاههم وكيف هم مهمين لنا
أسوأ امر يخيفني ويرعبني .. هو الندم .. على عدم فعل أمر كان يجب

إذا كانت لديكم الفرصة .. اغتنموها
جربوا كتابة رسالة لمن تهمكم أموره .. مع نية عدم الإرسال
فالرسالة في المقام الأول هي لأنفسكم وليست لهم
هي تقييم لكم ولعلاقتكم مع من توجهون له الكلام

فإن كانت علاقتكم طيبة .. زيدوها طيباً
وإن كانت غير مرضية .. أصلحوها

تحياتي
بنت سيف
6/5/2011